الزميل القرامطى يتحدث كما تتحدث الابواق الاستعمارية البيضاء ,وهو شئ يستدعى وقفة تأملية بالفعل!لقد وصل العمال المغاربة الى الغرب فى خمسينات القرن الماضى,كعمل بعقود عمل مؤقتة للعمل فى المهن الشاقة القذرة التى لم يرغب البيض بالعمل فيها,مئات الالوف من هؤلاء العمال ضاعت اعمارهم وحياتهم فى جحيم المعامل الغربية ,اصابت عمل قاصمة اعاقتهم نهائيا عن العمل مرة أخرى ,ولمن لايعلم فالبيض لن يعطكوا سنت واحد دون ان يمصوا دمك حتى القطرة الاخيرة,بفضل نضال النقابات العمالية والاحزاب اليسارية ,تم تحسين اوضاعهم الى حد ما,نشأ جيل من ابناؤهم يرى الاباء وقد ضاعت اعمارهم فى خدمة السيد الابيض سدى واقصى ربما ماحققه البعض بيت صغير بالقرية التى جاء منها من المغرب,شحذت الحكومات الغربية اجهزتها لأعادة ابناء العبيد الى مرابض الخيول لبنظفوا بقايا احصنة السيد الابيض,كانت المدارس ترسل البنات المغاربيات الى مدارس التدبير المنزلى والاولاد الى المدراس المهنية البدائية,لقد كان من المسبق تخطيطه استعمال الجاليات المغربية كنوع من العبيد العصريين يتوارثون العبودية ابنا عن اب,لكن بالطبع الابناء الذين خرجوا لم يرضوا لانفسهم حياة العبودية والنهاية التعيسة كمعاق ,من هنا بالتأكيد ظهرت اشكالية العلاقة بين السلطات البيضاء وبين ابناء الجاليات,وهذا يفسر نوعا ما الثورة فى اوساط الجاليات الاحساس بالظلم المهانة اليومية,مارس الاعلام الغربى دورا فى منتهى الحقارة فى تشويه الجاليات ,هذه الممارسة بالطبع ليست صدفة ولكنها طبيعة تركيبة العقلية الاستعمارية :اقتل الخصم او استعبده فأن لم تقدر شوه سمعته!لقد كافح ابناء الجاليات المغاربية كفاحا بطوليا فى معركة اثبات الذات والوقوف امام التشويه العنصرى الاذابة القومية,وبشكل شخصى ارى ان الغرب خسر معركته معهم فلم يجد بدا من الاعتراف بهم كقوة اجتماعية فعالة منتجة!ومنعا لاى تفاقم درامى كانت سياسة استيعابهم بالجيش الشرطة الادارات الحكومية,وخارج الاجهزة الحكومية ففى قطاع المصارف المقاولات التسويق التجارة ستجد عناصر مغربية نشطة فعالة منتجة تحظى بأحترام...
كل هذا لايعنى ان الغرب توقف عن سياسة التشوية المتعمد فى اجهزة اعلامه يخفى بهذه السياسة خوفه من يوما ياتى يكون راس الدولة مغاربيا مسلما وهو يوم لا اظنه بعيدا ابدا.