قائد شرطة دبي يعبر عن استيائه من عدم حجب 'يوتيوب'

23/03/2009




لندن ـ 'القدس العربي': عبر الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي عن استيائه من عدم حجب موقع 'يوتيوب' حتى الآن، معربا عن أسفه الشديد لعدم قيام شركة اتصالات أو هيئة تنظيم الاتصالات بحجب الموقع الذي يحتوي على بعض المقاطع الإباحية التي تتنافى مع أخلاقيات المجتمع وتضر بشباب الوطن خاصة من أصحاب النفوس الضعيفة، بحسب تصريحات صحافية.
وانتقد قائد عام شرطة دبي موقف هيئة تنظيم الاتصالات لعدم اتخاذها أي إجراء عملي يذكر ردا على الحملة التي أطلقها لمقاطعة موقع 'يوتيوب'، منوها إلى أن الأمر لا يحتاج إلى رسائل رسمية بقدر ما يحتاج إلى قيادات تعي ما يضر المجتمع وما ينفعه.
ودعا الفريق خلفان المسؤولين عن حجب المواقع الإباحية إلى الدخول على الموقع المذكور ورؤية محتواه وتقدير ما إذا كان وجود مثل هذه الأشياء يساهم في انتشار الرذيلة بين الشباب والفتيات المراهقين الذين يحرصون على مشاهدة هذه المقاطع ووضعها على هواتفهم النقالة أو على حاسوبهم الشخصي.
و أشار إلى أن الأخلاقيات لا تتجزأ وان حجب الموقع لا يعني نهاية العالم بل هو تصحيح لوضع خاطئ تتضرر منه العائلات جميعا التي ترى في هذا الموقع انتهاكا للأخلاقيات.
من جانبه صرح مصدر مسؤول في شركة اتصالات أن مهمة حجب الموقع ليست ضمن اختصاصها وإنما الأمر يرجع إلى هيئة تنظيم الاتصالات باعتبارها الجهة الوحيدة المخولة بمنع أو حجب أي موقع، وأكد المسؤول انه من الصعب تقنيا ومنطقيا حجب موقع 'يوتيوب' بالكامل لما يحتويه هذا الموقع من أقسام مفيدة جدا في شتى المجالات، إلى جانب أن الموقع يستقطب ملايين الزائرين يوميا، ويضاف إليه 65 ألف مقطع فيديو، كما انه يعتبر الأشهر بين المواقع المفيدة.
ونوه المصدر إلى أن مسألة الدخول على المواقع الإباحية أصبحت شيئا يرجع إلى الإنسان نفسه وان الرقابة لا يمكن أن تؤتي ثمارها في ظل مجتمع منفتح يستقبل آلاف القنوات التي يستقي منه أموره الحياتية. وأضاف المصدر: إذا افترضنا جدلا أننا حجبنا الموقع فهل ستحجب أجهزة فك الشفرة التي تباع في الأسواق؟ وهل ستحجب باقي الأفلام المستنسخة المعروضة على الأرصفة والتي يتداولها الشباب؟
وأوضح المصدر أن حجب الموقع بكامله أمر صعب في ظل مناداة الإمارات بالحرية الشخصية التي يعتبر تصفح الانترنت احد مهامها. وعلى النقيض أكد المصدر أن الاتصالات قامت بالفعل بحذف المشاهد الإباحية والمقاطع الجنسية التي يحتويها الموقع، إلا أن عملية فرز المقاطع كليا أمر صعب لأنه تقنيا يتم حجب أي موقع أو مقطع يحمل عبارة 'جنس' ولكن هناك أساليب أخرى غالبا ما تستخدم للتحايل على هذا الأمر.
وكان القائد العام لشرطة دبي قرر اطلاق حملة لمقاطعة موقع 'يوتيوب'، اكبر مكتبة فيديو على شبكة الانترنت، 'لخطورة ما يبثه على الجيل الجديد واحتوائه على مشاهد جنسية، واخرى تثير الفتن الطائفية، ومشاهد شاذة على المجتمعات العربية'، على حد تعبيره، فيما اعترض نشطاء إنترنت معتبرين أن 'هذه الدعوة ضد الحرية الشخصية'.
و تحرك نشطاء على شبكة الانترنت، ومتصفحون للشبكة من الاماراتيين وابناء الجنسيات المقيمة بالامارات، واعلنوا اعتراضهم عليها.
ونشر المعترضون على الحملة رسائل على منتديات الانترنت الاماراتية يطالبون فيها بالتراجع عن هذه الحملة باعتبارها تتنافى مع الحرية الشخصية.
واكدوا ان الموقع مفيد، ويحوي الكثير من المعلومات التي تهم الاماراتيين وتنفعهم في حياتهم.
وقالوا ان اضرار الموقع اقل بكثير من منافعه، داعين الى توجيه حملات توعوية للشباب وتثقيفهم بالمخاطر الخارجية، وليس اغلاق الموقع.
فيما ايد البعض الاخر ما دعا اليه خلفان، معتبرين اياه 'يحمي المجتمع من الاخطار الالكترونية'.