Arrayلقد كنا على القائمة،[/quote]

لو كنا على القائمة, فقد كنا عليها بشكل نظرى وكجزء هامشى من رؤية هتلر العامة للعالم فالحلم الهتلرى لم يكن فقط السيادة على أوروبا ولكن السيادة على العالم الذى ستكون عاصمته جرمانيا التى كان قد شرع فى البناء فيها مهندسه المعمارى ألبرت شبير وفى إطار تلك الرؤية فالكل على القائمة والمسألة مسألة أولويات ووقت, لكن على أرض الواقع فالرجل كان منفسن بشدة من اليهود والشيوعيين والجنس السلافى ونتيجة لهذه النفسنة لم يكن لديه وقت للتفكير فى باقى الفواتير الذين يتعين عليه القضاء عليهم حتى تهدأ أعصابه ويخلو له الجو مع حركته النسائية إيفا براون فى عشهم الهادئ بجرمانيا! والنفسنة الشديدة من هؤلاء الثلاثة هى التى تفسر الإختلاف الجذرى بين الحرب على الجبهة الغربية ومثيلتها على الجبهة الشرقية ففى حالة الجبهة الغربية والتى كانت ذروتها سقوط باريس كان الهدف هو إخضاع أوروبا فى حين أن الهدف من غزو روسيا كان شن حرب إبادة ولذلك تميز الهجوم على روسيا ببربرية ووحشية غير مسبوقة وهذا يتضح جليا من وقائع هذا الغزو وأرقام الضحايا فيه ونوعيتهم التى لم تقتصر فقط على العسكريين بل معظمهم كانوا مدنيين وزاد الطين بلة أنها كانت حرب صناعية وليس حرب معيز كالحروب التى دارت فى القرون السابقة.

هتلر كان معتقد أنه فى صراع مع الإمبراطورية البريطانية للسيطرة على العالم وكمثال على تلك الرؤية هو عملية غزوه لليونان والتى لم يفكر فى غزوها إلا بعد غزو بريطانيا لها وفى تصريح له ذكر أنه غير مهتم بتلك" الدول الصغيرة" لكن هدفه هو بريطانيا ونفس الأمر ينطبق على دول كمصر وليبيا فهو لم يكن فى حالة صراع مباشر معها ولكن الدافع الوحيد لإرساله الفيلق الأفريقى كان ضرب الوجود البريطانى بها أما عملية الإبادة لشعوب تلك الدول فلم تكن على قائمة أولوياته الملحة..... هى كانت ستحدث لو تحقق له ماأراد ولكن بعد أن يهدأ الغبار على الجبهة الشرقية وقصقصة ريش بريطانيا.

بالنسبة للموقف العربى فلم يكن هناك خط محدد لأن كل الدول العربية وبشكل أو بأخر إما محتلة أو شبه محتلة وقرارها السياسى ليس بيدها ولذلك تجد مواقف متضاربة لكن مما لاشك فيه أنه كان هناك الكثير من التأييد لألمانيا على إعتبار أنها المخلص من بريطانيا!! وهذا يوضح مدى السذاجة السياسية لدى البعض فى تلك الفترة.