Array
ماذا تسمي الرعب والدمار الذي يضرب في العراق الان ؟
أما له من نهاية ؟
اكرر لست متشائما ولكني انظر بعقلانية وبواقعية .. مايحصل في العراق الان هو صراع على السلطة وسيستمر هذا الصراع مالم تبرز هناك جهة تأخذ بزمام الامور او لنقل تتجه لتقوية الحكم المركزي او بعبارة ادق الاتجاه مرة اخرى الى ديكتاتورية جديدة , فالمرحلة اصبحت لاتحتمل هذا الانفلات وأسال اي عراقي الان هل يرغب بحكومة قوية ومركزية تضرب الاحزاب اوالمليشيات التابعة لهذه الاحزاب فسيكون الجواب نعم مع حكومة مركزية قوية وخير دليل فوز كتلة المالكي بعد أن أظهرت بعض الحزم القوة بضرب جيش المهدي في البصرة والان بضرب بعض فصائل الصحوات السنية , والوضع سيتجه للديكتاتورية شيئا فشيئا .
-------------------


أخي طيف (f)

اذا كان تفسيرك لما يجري في العراق على انه مجرد " صراع على السلطة " ، فلا أستغرب ان تكون متشائما ،و ان تفسر الامور بطريقة التشاؤل (اي لا تفاؤل و لا تشاؤم) ! لأن الصراع على السلطة موجود في العراق و كل دولة عرفها التاريخ ، و في كل زمان مرت به تلك الدول . اذا فهو لا يفسر شيئا مما يجري في العراق .

و سؤالك ، " ماذا تسمي الرعب والدمار الذي يضرب في العراق الان ؟ "، و الذي فسرته ، أنت ، على انه مجرد صراع على السلطة، بطريقة فسر الماء بعد الجهد بالماء -لا أستهزء بك ، ولكن تفسير لما هو ليس بتفسير) .

اولا ، هناك ديموقراطية في العراق ، و الديموقراطية ليست كتلة مجسمة، لها شكل ووزن محددان ، بل هي مجموعة من المعايير التي تدل على وجود ظاهرة . و ظاهرة الديموقراطية تتجلى بنوع من المشاركة في السلطة ،و بنشر حرية الصحافة ،و التعبير ،و التظاهر ،و الاعلام ،و الابتعاد عن الايديولوجيا الموحدة لكل مظاهر المجتمع و كلنا يعرف بأن الصحافة متنوعة ،و الاعلام متعدد ،و حرية التعبير واضحة تماما . فرأس الدولة ، رئيس وزرائها ، نوري المالكي ، ليس مقدسا على الطريقة البعثية الصدامية ، او البعثية الاسدية ، اوالخضروات القذافية ، او غير ذلك من توتاليتاريات المجتمع العربي السابق، و الراهن .اي كما سبق لي ان قلت في هذا الشريط ان الديموقراطية ما زالت في اولها ، و طريق الالف ميل تبدا ببضع خطوات في الاتجاه الصحيح.
ثانيا، الديموقراطية لا تسود ما لم يتحقق توازن قوى داخل المجتمع . و المجتمع العراقي اليوم ما زال في مرحلة خلخلة و اهتزاز و رجحانات متبدلة . فما زالت القوى السياسية الشيعية تسيطر ،و ما زالت القوى السنية تستعين بدول الجوار، و بالقاعدة ، و بالبعثيين ،و بالمرتزقة لكي تصل الى حالة من التوازن ، و التي فرضتها الاحداث و ظروف اسقاط نظام الطاغية . فالقوى السياسية المنتصرة لا تبحث عن التوازن عادة ، بل تبحث عن القدرة على الهيمنة ،و هي سمة تاريخية و بنيوية في كل مجتمع . و اذا تحقق نوع من توازن القوى تتحقق الديموقراطية مباشرة و دون رتوش او واسطة ، بغض النظر عن الايديولوجيا او الثقافة . فالديموقراطية اليونانية كانت نتاج توازن القوى في مجتمعاتها اكثر مما هي نتاج ثقافة جان جاك روسو ، او فولتير ، او بقية مثقفي مرحلة التنوير التي نعرفها .

اصل بهذا الى القول ان ما يجري في العراق اليوم هو ان القوى السياسية السنية ، بالتعاون مع بقية الدول الاقليمية التي تحمل العقيدة نفسها ،مع منع وصول الشيعة السياسية الى حالة من الديكتاتورية على النمط البعثي . فقد ادركت تلك القوى ان صدام قد سقط ،و ادركت ان ايران لن تسمح بعودة حكم بعثي،و ادركت ان ايران لن تسمح بديكتاتورية سنية مهما كان الامر . و لهذا فان جل ما تحلم به تلك القوى اليوم ، هو الوصول الى حالة من التوازن و الوفاق و التفاهم و الديموقراطية داخل المجتمع العراقي .

لذا فدع عنك فكرة :
" لو سألت أي عراقي الان هل يرغب بحكومة قوية ومركزية تضرب الاحزاب اوالمليشيات التابعة لهذه الاحزاب فسيكون الجواب نعم مع حكومة مركزية قوية وخير دليل فوز كتلة المالكي ..."
لأن هذا ال " أي عراقي" لا محل له من الاعراب في تحليل الوضع السياسي، او فهم ما يجري من حوله .و هو ليس مقياسا للحديث عن الديموقراطية . فهو اما شيعي فرح بما وصل اليه الوضع من هيمنة الشيعة ، او سني مل و سئم، مما اوصله اليه فقدان السنة للهيمنة التاريخية على العراق دون جدوى او بديل مقبول حاليا .



ساعتبرها تفائل مفرط , و تذكرني كلماتك عن الشعب العظيم بخطب صدام الرنانة وهو يشيّم العراقيين , فياليت يكون بناء الانسان العراقي وتربيته على الروح الوطنية هي اللبنة الاولى ثم تمرينه على الالتزام بمسؤولياته داخل المجتمع تاليا وبعدها يمنح الحق الانتخابي لكي لايفجر الشعب ومن وراء الشعب من قوى دينية ظلامية باي ديمقراطية وليدة
-------------------
فكن متفائلا بحق ، و لتعلم بان العراق قد انطلق على السكة الصحيحة ،اما تلك الأوضاع الجديدة من تفجيرات و اغتيالات ، فهي ضغوط سياسية عبر العنف ، وهي مؤقتة ليس الا . ولا علاقة لها بكون العراق ديموقراطيا او غير ديموقراطي . فالتفجير و القتل موجودان احيانا في اعرق الدول الديموقراطية ، و لاسباب عديدة ، لأن تلك الاعمال هي ردود افعال سياسية عنيفة على اوضاع يصعب عليهم تبديلها سلميا . فالقوى السياسية السنية تدرك ان غالبية القوى الشيعية العراقية ، لأسف ، تخضع لضغوط ايرانية، وما لم يتم الزامها بالعنف الذي تكون نتائجه اكثر كارثية من الضغط الايراني ، لن تغير تالك القوىالشيعية توجهاتها ، خاصة انها تسيطر على السلطة في العراق .اي بكلمات اخرى ، فان القوى السنية تتصارع مع النفوذ الايراني في العراق .

و لك كل المودة .


[/quote]


:Asmurf: