مصادر بعثية: دمشق منزعجة من إيفاد اللواء عمر سليمان كممثل للرئيس المصري

دمشق - لندن - أخبار الشرق

تعليقاً على تجاهل وسائل الإعلام السورية الرسمية لزيارة رئيس المخابرات المصري اللواء عمر سليمان كممثل للرئيس المصري حسني مبارك، قالت مصادر بعثية مقربة من دوائر صنع القرار في سورية؛ إن دمشق "منزعجة" من مستوى التمثيل.

وكان اللواء سليمان قد زار دمشق الأربعاء موفداً للرئيس المصري، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد لبحث قضية الانسحاب السوري من لبنان في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على سورية بهذا الشأن. وقال مبارك: "الموقف تغير الآن، ولن تستطيع سورية أن تقف ضد ضغوط المجتمع الدولي كله". وذكر المتحدث باسمه السفير سليمان عواد: إن مبارك أوفد سليمان إلى العاصمة السورية "كمبعوث شخصي له للقاء الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف نقلاً عن الرئيس المصري: إن "حالة الاحتقان الحالية على الساحة اللبنانية وتصاعد الضغوط على سورية كما بدا من القمة الأمريكية الأوروبية (في بروكسل) يقتضي تحركاً فاعلاً وسريعاً لاحتواء الوضع في سورية ولبنان في إطار عربي".

وأوردت نشرة "كلنا شركاء في الوطن" التي يصدرها المهندس أيمن عبد النور، الباحث البعثي والمستشار لدى رئاسة الجمهورية، تعليقاً على ملاحظة شكت من تجاهل وسائل الإعلام السورية لزيارة سليمان، أن "المشكلة هي في الانزعاج السوري من مستوى التمثيل للمبعوث". وقالت باستنكار: رئيس مخابرات يوفد لسيادة رئيس الجمهورية؟! نحن لسنا السلطة الفلسطينية؟"، واعتبرت أن هذا السبب في عدم تغطية وسائل الإعلام الرسمية: التلفزيون والصحف الثلاث؛ خبر الزيارة.

وفي شأن متصل؛ انتقد رئيس الكاتب عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" التي تصدر في لندن "النصائح" المصرية، وإيفاد اللواء عمر سليمان لتحذير الرئيس السوري "من الوقوف امام ضغوط المجتمع الدولي".

[SIZE=5]ووصف عطوان في مقال له الخميس (24/2/2005) "النصائح" المصرية بأنها نذير شؤم، معتبراً أنه "لم يوجه الرئيس مبارك نصائحه إلى نظام وبقي في الحكم، أو بقي رئيسه علي قيد الحياة، مشيراً إلى نصائح مبارك للرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وأضاف عطوان: "لا نعرف لماذا يستمع الرئيس بشار الاسد إلى نصائح الرئيس مبارك، التي حملها إليه اللواء سليمان، إذا كان مضمونها هو القبول بالشروط الأمريكية كاملة، والانسحاب فوراً من لبنان. فباستطاعته ان يذهب مباشرة إلى البيت الأبيض وقصر الإليزيه، ويبلغ ساكنيهما بأنه مستعد للتنفيذ دون تلكؤ، ويعرض عليهما جدولاً زمنياً لسحب قواته من الأراضي اللبنانية".

وبينما أكد عطوان المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان تأتي بسبب تحقيق الهدف الذي دخلت من أجله، وليس استجابة للضغوط الأمريكية، حذر من أن "انسحاب سورية مهانة مهزومة من لبنان بالطريقة التي نرى ارهاصاتها حالياً، سينعكس سلباً على لبنان المستقبل وأمنه واستقراره، لأن هذه الإهانة ستخلق جرحاً من الصعب ان يندمل

[SIZE=5]
ورأى عطوان أن "سورية مستهدفة، ولا نستغرب ان يكون قرار تغيير النظام فيها قد صدر، وعملية تنفيذه التدريجي ستبدأ بالانسحاب من لبنان[/، ناصحاً الرئيس السوري بشار الأسد بـ "ضرورة العودة الى شعبه، من حيث مصارحته، ومخاطبته مباشرة، وعرض كل الحقائق عليه دون رتوش. ننصحه ان يعترف بوقوع أخطاء، وحدوث تجاوزات، وارتكاب مظالم في حقه على مدى الثلاثين عاماً الماضية، وأن يعده صادقاً بأن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة لا مكان فيها للفساد والفاسدين، عنوانها الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان وإطلاق التعددية السياسية".

وفي عبارة لافتة، اعتبر عطوان أن "انهيار النظام في سورية، لو حدث، ربما يكون أسرع وسيلة لتحرير الجولان، وربما كل الأراضي العربية المحتلة الأخرى"، معللاً فكرته بالقول: "يكفي ان نتصور التقاء المقاومتين السورية والعراقية ضد أمريكا وإسرائيل، وانضمامهما الى حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في فلسطين. انهيار سورية وتحويلها إلى دولة فاشلة وملاذ آمن للتطرف مثل العراق سيكون أكبر كارثة تحل بالعالم الغربي".