صديقي العلماني .

نعم لقد عرفت سورية فترات من الحكم البرلماني الديمقراطي المتحضر ولسنوات عديدة من تاريخها الحديث .

الفترة التي تلت الإستقلال عن الإنتداب الفرنسي سنة 1945 وقيام انقلاب حسني الزعيم سنة 1949 .كانت فترة حياة برلمانية وديمقراطية غنية تحت قيادة الحزب الوطني وحزب الشعب وذلك رغم الأحداث الجسام التي رافقت تلك الفترة من ضياع فلسطين وقيام دولة العدو الصهيوني .

تلى ذلك فترة عدم استقرار سياسي تمثلت بانقلابات عديدة من سنة 1949 حتى 1954 عندما تمت الإطاحة بأديب الشيشكلي وعودة الحياة البرلمانية.

الفترة مابين 1954 وقيام الوحدة مع مصر سنة 1958 كانت أيضا فترة حياة ديمقراطية غنية وفيها شهدت سورية تحولات عميقة في البنى السياسية الفاعلة تمثلت في تقدم الأحزاب القومية الشوفينية مثل حزب البعث والحزب السوري القومي الإجتماعي لتقود العمل السياسي وترافق ذلك مع بداية المد القومي الناصري ودخول الإتحاد السوفياتي كلاعب نشط في المعادلة الدولية ونشاط الأحزاب الشيوعية ليكون هناك حراك سياسي واجتماعي نشيط قبل أن تئده أجهزة استخبارات عبدالناصر ولمدة ثلاث سنوات هي عمر الوحدة.أعتقد أن هذه الفترة كانت من أغنى فترات الحرية السياسية في سورية وحصل فيها حوار فكري واجتماعي وانفتاح على مختلف النظريات والتيارات السياسية في العالم .

بعد سقوط حكم عبد الناصر لسورية عام 1961 عادت الحياة الديمقراطية إلى سورية ولمدة أقل من سنتين قبل أن تغتالها يد الغدر البعثي بانقلاب غاشم أسماه"الثوار "ثورة الثامن من آذار سنة 1963 .