البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
سابعاً: المهام تجاه الشعب الفلسطيني في الشتات:
أبناء شعبنا في الشتات جزء هام لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. انطلقت الثورة في الشتات وقدم لها شعبنا آلاف الشهداء, وتحمل خسائر ضخمة واضطر لهجرات جديدة لكي يحقق لها الاستمرار, واستمر يقدم لها الدعم المادي والمعنوي دون تردد أو كلل. لكل الفلسطينيين في الشتات حق العودة الى بلادهم وفتح تلتزم بالعمل لتحقيق العودة لكل من أراد العودة منهم. الفلسطينيون في الشتات مصدر قوة حقيقية لوطنهم ولحركتهم, بمساهماتهم الشخصية والمالية وبتطوعهم لخدمة وطنهم, وبتأثيرهم على المجتمعات التي يعيشون فيها لصالح وطنهم. ولكن تفعيل قوتهم يتطلب القيام بالمهام الآتية:
1. ضرورة تفعيل وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية ودعم كوادرها النضالية والمهنية وتفعيل الاتحادات والتنظيمات الشعبية في كل مناطق التواجد الفلسطيني في الشتات, وتعزيز علاقاتهم مع حركتنا ومع منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها, والعمل على خلق تمثيل حقيقي لهذه الجاليات في أطر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية, عبر انتخابات دورية لاختيار ممثليها .
2. إشراك الفلسطينيين في الشتات في أنشطة الحركة والمنظمة, وفي اتخاذ القرارات المصيرية, وتوصيل المعلومات لهم عن كل ما يحدث في الوطن, وتجنيد طاقاتهم لدعم الوطن في الدول التي تستضيفهم, وفتح الباب أمامهم للاستثمار في فلسطين.
3. التصدي لمساعدة أبناءنا في الشتات عند تعرضهم للأخطار, والعمل على تجنبهم أخطار الدخول في المعارك الداخلية للدول المضيفة, وتشجيعهم على الاندماج في الحركة السياسية والاقتصادية والفكرية في المجتمعات التي يعيشون فيها, والمحافظة على مكتسباتهم السياسية والمادية والمدنية في الدول المضيفة.
4. المحافظة على ثقافة وانتماء أجيال أبناء الجالية خارج الوطن العربي, من حيث دعم صلتهم بالوطن, ووضع برامج لتعليم أبنائهم اللغة العربية, وتاريخ وطنهم ونضال شعبهم, والحفاظ على انتمائهم وعلى حقهم في العودة الى وطنهم.
ثامناً: المهام تجاه شعبنا خلف الخط الأخضر:
الفلسطينيون خلف الخط الأخضر ( أهلنا في إل 48) جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني, حافظوا علي هويتهم الوطنية وتراثهم وانتمائهم, وإيمانهم بقضية شعبهم العادل, ودفعوا ثمنا فادحا لصمودهم على أرض الوطن, فهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية ويعيشون تحت خطر "التهويد" و"الترانسفير" أي الطرد من بلادهم. ولذلك فان هناك مهام ضرورية تلتزم فتح بأدائها في المرحلة القادمة تجاههم وأهمها:
1. ترفض حركة فتح الدعوة لإعلان “يهودية" دولة إسرائيل, وتتبنى مطلب فلسطينيي الخط الخضر بأن إسرائيل دولة لكل مواطنيها, وأن على إسرائيل الاعتراف بهم كأقلية قومية لها حقوقها وثقافتها ولغتها.
2. ترفض حركة فتح دعوات الترانسفير العنصرية من أحزاب اليمين الإسرائيلي, مؤكدة حقيقة وجود أبناء شعبنا الطبيعي والتاريخي في وطنهم فلسطين قبل قيام إسرائيل واغتصابها لأرضنا.
3. تدعم فتح كل ما من شأنه تحقيق مطالب شعبنا خلف الخط الأخضر بالمساواة وباستعادة حقوقهم وبتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وتعليمية لهم ولمناطقهم ومدنهم وقراهم.
4. تدعم حركة فتح تحقيق الوحدة وقيام تحالف بين القوى الفلسطينية في إسرائيل بما يحقق حصولهم على نسبة من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الإسرائيلية توازي نسبتهم من عدد السكان, ما يزيد من قدرتهم لتحقيق مطالبهم العادلة.
5. تعمل حركة فتح على تعزيز التفاعل والتواصل بين أهلنا الفلسطينيين في إسرائيل والجماهير والهيئات والمنظمات الأهلية في الضفة وغزة لتعزيز اللحمة بين أبناء الشعب الواحد.
6. تعمل فتح على تعريف العالم بالوجود الفلسطيني في إسرائيل, وعلى دعم هذا الوجود في مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية, والتصدي لسياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين.
7. تدعم حركة فتح تشكيل أطر ولجان مشتركة من أبناء شعبنا في إسرائيل مع قوى ودعاة السلام في إسرائيل ضد الاحتلال والاستيطان لأرضنا الفلسطينية ومن أجل قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
تاسعاً: مهام تفعيل العمل العربي والإصرار على اسـتقلال القرار الوطني الفلسـطيني:
1. العمل على توفير أكبر قدر من الدعم العربي، بالعمل المكثف مع الدول العربية ثنائياً، وعلى الأخص مع دول الجوار مصر والأردن وسـوريا ولبنان والسـعودية، ومع الجامعة العربية والأطر العربية المشـتركة، ومع المؤسـسـات الجماهيرية العربية، وتعزيز الالتزام العربي برفض التطبيع مع إسـرائيل قبل إنهاء الاحتلال الإسـرائيلي التزاما بمبادرة السلام العربية، والعمل مع أشقائنا العرب على فرض إجراءات مقاطعة إسرائيل ومعاقبتها على جرائمها وسلوكها وبخاصة إذا أصرت على استمرار الاستيطان.
2. ربط أوثق الصلات مع الجماهير العربية، من خلال إعادة بناء أوثق العلاقات بالمؤسسات والأحزاب الجماهيرية العربية، والعمل على إعادة تشكيل لجان الدعم والمساندة الشعبية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني.
3. بناء علاقات خاصة بدول الجوار كما يلي:
• الاستمرار في بناء علاقة سياسية خاصة مع مصر لدورها القيادي العربي والدولي، ولأنها دولة الجوار الأساسية لقطاع غزة.
• الاستمرار في بناء علاقة خاصة بالأردن لتداخل الشعبين الفلسطيني والأردني وللوجود الشعبي الفلسطيني القوي في الأردن، ولأنها دولة الجوار للضفة الغربية.
• الاستمرار في بناء علاقة خاصة بسوريا لدورها التاريخي القيادي ولعلاقاتها المائية الهامة بفلسـطين، وللتواجد الشعبي الفلسـطيني القوي في سوريا ولبنان.
• الاسـتمرار في بناء علاقة خاصة بلبنان، حيث المشـكلة الأساسية للاجئين الفلسـطينيين في الشتات، والحرص على الحيادية في الشـئون الداخلية اللبنانية، ورعاية مصالح اللاجئين ورفض التوطين، والحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية.
4. الاسـتمرار في بناء علاقة خاصة بالمملكة العربية السـعودية وبدول الخليج، لدورها التاريخي ومكانتها العربية والدولية ولدعمها الكبير والدائم سـياسـيا واقتصاديا، والاسـتمرار في إقامة علاقات متميزة مع تونس، التي احتضنت القيادة الفلسـطينية في أصعب الأيام، والجزائر التي دعمت فتح منذ انطلاقها ورعت المجالس الوطنية، والمغرب راعية لجنة القدس وصندوقها، ودول الخليج لدعمها السـياسي والمالي ولاحتضانها لجالية فلسطينية هامة، واليمن والسودان وموريتانيا لدورها السـياسـي الرائد ولاحتضانهما لأبناء شـعبنا وحركتنا.
5. العمل على تعزيز دور الجامعة العربية، بيت العرب، كمركز للتضامن والتعاون والعمل العربي المشترك، في القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية كافة والعمل على تطويرها وتطوير منظماتها المتخصصة.
6. الحفاظ على استقلال القرار الوطني الفلسـطيني، ورفض سـياسـة المحاور في الوطن العربي، والحفاظ على مسـافات متسـاوية مع الأشقاء العرب فيما يتعلق بمشاكلهم العربية والدولية مع الانحياز إلى الديمقراطية والتعددية.
7. التأكيد على شمولية الحل السلمي مع إسرائيل أي بشموله المسارات السورية واللبنانية.
8. العمل على تحقيق احترام حقوق اللاجئين الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في الأقطار العربية التي تستضيفهم, وحقهم في العمل والعيش بكرامة، في طل احترام القوانين المعمول بها في هذه الدول، ورفض التوطين القسري في أي دولة عربية.
9. التضامن مع الشعب العراقي الشقيق بما يضمن سيادته ووحدة أراضيه، وتخلصه من الاحتلال الأمريكي، وقوفنا إلى جانب سوريا في سعيها لاستعادة الجولان المحتل، وتأكيد حق لبنان في استعادة مزارع شبعا والعمل على إحياء التضامن العربي. والوقوف إلى جانب السودان والصومال في سعيهما لتحقيق الوحدة الوطنية والسلام والاستقرار.
عاشراً: العلاقات الدولية:
علينا أن نستفيد من التغيرات الدولية التي تعطي العالم الفرصة للتخلص من الأحادية الأمريكية, نتيجة هزيمة مشروع الرئيس بوش في منطقتنا بشكل خاص, ونمو القوى الأخرى وفي مقدمتها روسيا والصين والاتحاد الأوروبي, ونجاح إدارة أمريكية جديدة في طرح مشروعات تعترف بالتعددية, وتعلن استعدادها للحوار والالتزام بالشرعية الدولية. تستند هذه الخطة المرحلية لسياستنا الدولية الى الخطوات التالية:
1. تكثيف الحركة والاتصالات الثنائية والدولية المتعددة الإطراف لتعزيز الدعم الدولي للحقوق الفلسـطينية وللتصدي للاسـتيطان والحصار والجدار ولحماية القدس والإفراج عن الأسـرى والاسـتمرار المعونات المالية والاقتصادية، والاسـتعداد لتصعيد الحملة الدولية ضد الممارسـات العنصرية الإسـرائيلية وصولا إلى المقاطعة الدولية تمثلا بالخبرة جنوب الإفريقية.
2. تعمل الحركة على تكثيف علاقاتنا مع هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، من خلال السلطة والمنظمة, تأكيدا للشرعية الدولية ودورها، والعمل مع محكمة العدل الدولية واللجنة الرباعية والمؤسسات الدولية المختلفة وعلى الأخص لجنة حقوق الإنسان والأطراف السامية المتعاقدة لاتفاقية جنيف الرابعة لمواجهة الحصار والاستيطان.
3. توجيه المنظمة والسلطة لتمتين العلاقة الفلسطينية الخاصة بروسيا, وبالصين, الصديقين التاريخيين لفلسطين, ولحركة فتح, وبالاتحاد الأوروبي ومؤسساته.
4. الحرص على بناء علاقة قوية بين منظمة التحرير والسـلطة الوطنية الفلسـطينية والولايات المتحدة الأمريكية، ورئاستها الجديدة، رغم الانحياز الأمريكي التاريخي لإسـرائيل وإقامتها علاقات تحالف خاصة معها؛ علينا أن نبني علاقة تتجنب الوقوع في شـرك التبعية، وترتكز على التذكير بالالتزامات الأمريكية بعملية السلام، وبحقوق الشـعب الفلسـطيني، وبحق الشعوب في الحرية والاسـتقلال، وعلى مصلحة أمريكا في تحقيق الاسـتقرار الذي يقوم على الحل العادل لقضيتنا، والتذكير بفشـل السـاسـة السابقة. والعمل على أن تقيم حركة فتح علاقات متوازنة مع الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، وأن توسع دائرة الاتصال بالكونغرس، والمؤسسات الأمريكية الفاعلة، والعمل على الاستفادة من التغيير القادم في الولايات المتحدة، وتفعيل دور الجاليات الفلسـطينية والعربية والإسـلامية في دعم القضية الفلسـطينية.
5. حفز المنظمة والسلطة بشكل خاصة لتطوير العلاقة مع دول صديقة هامة في قارات العالم الثالث نمت قوتها السياسية والاقتصادية وتصاعد نفوذها الدولي, وفي مقدمتها البرازيل, والهند وماليزيا واندونيسيا وتركيا, وجنوب إفريقيا ونيجيريا وكذلك دول أوروبا غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها النرويج وسويسرا، والعمل على فتح حوار استراتيجي مع إيران, وقيام فتح بتصعيد العلاقة مع القوى السياسية والمؤسسات الشعبية في هذه الدول.
6. تعميق العلاقة مع الحكومات والمؤسسات الإقليمية والتجمعات السياسية، كمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة ودول عدم الانحياز والاشتراكية الدولية، بما يلتزم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وبما يخدم الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
7. الاهتمام بالعلاقة مع الأحزاب والتجمعات السياسـية الإسلامية والآسيوية والإفريقية وكذلك مع الأحزاب الغربية، في إطار يعتمد الاحترام المتبادل، وبما يحقق دعم القضية الفلسـطينية.
8. بناء علاقات جديدة بمعسكر السلام الإسرائيلي, تقوم على المصلحة المشتركة في قيام السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، والأمن للإسرائيليين.
9. الانحياز إلى البيئة الدولية الداعية الى الالتزام بالقانون الدولي وتشـجيع التعايش السـلمي ونبذ العنصرية والاحتلال والتوسـع والإرهاب والتطرف، مع التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة.
10. العمل على الانضمام للحملة العالمية ضد التسـلح النووي، والتذكير المستمر بالسـلاح النووي الإسـرائيلي، والعمل على إخلاء الشرق الأوسـط من هذا السلاح.
|