بصراحة من الصعب فهم ترابط معين في مجمل طرحك، عدا الاستهزاء الذي تجيد ابرازه. مااشير اليه بإختصار ان العديد من القوى السياسية جرى فرضها. مثقلا الحزب الاسلامي يجري التعامل معه على انه ممثل الطائفة السنية لمجرد انه الحزب السني الوحيد من الناحية الطائفية، مع انه خسر الانتخابات في مناطقه، مما يشير الى انه لايمثل (الطائفة) وانما يمصل الاصوليين السنة. ان مايدهشني هو عدم الالتفاف للفرق بين الطائفة ككتلة بشرية وبين تصوراتها الدينية والسياسية.
ان القاعدة لاتمثل السنة، تماما كما ان الحزب الاسلامي لايمثل السنة وانما يمثلون بعض فئات السنة. وقد اظهرت الكتلة الرئيسية من السنة رفضها للقاعدة ورفضها للحزب الاسلامي، وبالتالي فقيام عصابات من القاعدة بتفجيرات لايحمل السنة المسؤولية، وانما الحكومة. وجيش المهدي لايمثل الطائفة الشيعية، وانما يمثل قطاع من الطائفة الشيعية التي احتضنته برغبتها الحرة، وبالتالي لايجوز تحميل الشيعة لاعمال الانتقام العنصرية التي تقوم بها هذه العصابات او اعمال فرض الشريعة والوصاية.

وبالنسبة لنجاح حزب عنصري، فاشي او ديني طائفي في الانتخابات، وعلى الرغم من انه دستوريا يصبح الممثل السياسي للدولة، الا انه عمليا، وعلى قاعدة انعدام الثقة وسياسة تحفيز التمزق، لايجعله الا ممثلا لمن انتخبه وهم بالضرورة ، وفي ظروف طائفية الحزب، معسكر من المعسكرات وليس شريحة من الشعب، على اعتبار ان الشعب تعسكر ضد بعضه البعض وهو امر لايبشر بالخير اوبمستقبل موحد.

هناك فرق بين نجاح حزب طائفي بين اغلبية احزاب علمانية ، كما هو الامر في العديد من بلدان العالم الديمقراطية، وبين نجاح حزب طائفي بين اغلبية احزاب طائفية وقومية تقوم على تعزيز الانقسام والانشقاق بين صفوف الشعب الواحد وعسكرته تجاه بعضه البعض، إنطلاقا من حقيقة ان ان مستقبل الاحزاب الطائفية لايمكن ضمانه الا من خلال تعزيز الانشقاق والعسكرة بين اجنحة الشعب الواحد على اساس الخلافات الطائفية او القومية... وإنطلاقا من ان هدف الحزب الطائفي هو تبشيري، الامر الذي يخلق ظروف تناحرية.