Array
لم يقتصر هدف ابراهيم على تقديم أدلة في صحة مصطلح الصلاة على النبي لكنه اقر بوجوب الصلاة عليه من قبل كل مسيحي ، ومن لايصلي عليه هو في منظوره متعالي ..[/quote]

هنا يتم تقويلي ما لم أقله.

طرحت هذا الموضوع عقب لقاء بعالم باللغة السريانية وهو مسيحي مشرقي. سألته عن معنى الصلاة على النبي فأجاب بعفوية نصارى الشرق قائلاً لي: معناها أنك تطلب له البركة ولهذا نقول في القداس "وعلايّ صالاو". بحثت عنها في كتاب الصلوات عندي وفعلا وجدتها.

فرحت جداً. ما أجمل أن أقول "عليه الصلاة والسلام" هذه المرة لا عن اضطرار ولكن حباً في شخص أحبه الله حباً شديداً وهذا الشخص هو محمد بن عبد الله.

سألت نفسي: هل من الممكن أن نقول أشياء بعد إقناعنا بما هو هو صواب أم أننا نلازم ما ألفناه وترسخ في عقلنا الباطن؟

الحوار هنا أكد لي أن الناس يتبعون الظنون التي توارثوها جيلاً تلو جيل فما ترسّخ في عقلهم الباطن لا يمحوه التبحر في اللغة السريانية ولا الحق ذاته.

محمد في المخيلة المسيحية العربية عند الكثيرين يمثل رعب وغم. لا أحد يبحث عن أي إيجابيات. تربيتنا كشرقيين تجنح بنا للسوداوية وأول ما يخطر ببالنا هو ذكر العيوب لا الإيجابيات.

منذ أمس الأول جلست مع صديقي السرياني هذا وهو ليس أي سرياني بل عالم وأعني ما أقول من كلمة "عالم" واسمه هز الأجواء العالمية. جلسنا عبر التلفون لمدة خمس ساعات نتأمل في آيات القرآن الكريم. طلب مني فتح المصحف وقرأنا فواتح بعض السور. وجدت نفسي بشكل عفوي أقول له عن هذه الآيات في فواتح السور التي قرأها بتمتع شخصي واضح: "هذا جميل جداً"؛ فرد بلهجته الشامية "أكيد". هو مسيحي وأنا مسيحي ولكن نقدر ونحن مسيحييون أن نقرّ الجمال حيث وجد وندعمه وننتصر للجمال لا لطائفيتنا.

أردت أن أفتح موضوع عن هذا وأنقل حواري التليفوني مع صاحبي إلى هنا وأرى مدى التجاوبات فأصابني الاكتئاب بدون شك مما رأيت.