{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لماذا الخوف من العدم؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #6
لماذا الخوف من العدم؟
الأنا ،هي هي عصارة لكل القيم التي عرفها الانسان ،و آمن بأهميتها و ضرورتها . و هي أثمن القيم على الاطلاق أولم يقلها المثل الشعبي " بعدي الطوفان" ! و تكتسب الأنا قيمتها بقدر ما تحصل على كم من القيم و تستمتع بها . لهذا فلا عجب ان قال احد الشعراء ، متشائلا ، "لما يحيى من لا يشرب ولا يسكر ؟ " . اذا فلا قيمة لحياة اذا لم يرافقها استمتاع بالقيم المتاحة . و عندما تفقد الذات تلك القيم تدريجيا، تبدأ بالشعور بنقص في قيمتها و معناها و ضرورة وجودها . و عندما تصبح القيم نادرة ، او بعيدة المنال تبدأ الذات بالشعور بعدم جدوى الحياة . و هنا قد تلجأ الذات الى الانتحار بعد ان تكتشف عدم جدوى بقاءها حية . و لا شك ان بعضكم قرا رواية " آلام فارتر " للكاتب ، الشاعر الألماني غوته ، و لاحظ كيف يمكن لانسان في حالة معينة ان يجد بأن الموت هو أنسب حل له للخلاص من آلام يعانيها . كما و يعلم الكثيرون منا كيف كان الانتحار لدى الضابط الروماني ضرورة في حالة شعوره بالهزيمة المحققة . كما ونعرف شعور مقاتل الساموراي، الذي يجد في الانتحار افضل سبيل لهول الشعور بالمرارة و الاهانة و اللامعنى ، اذا ما قصر ، و فشل في خدمة سيده الامبراطور .
اذا فالحياة ليست دوما مطلبا لمجرد البقاء ، بل هي مطلبا مقابل شروط تحقق بها الذات وجودها بشكل مرض ، حيث تجد المتعة و السعادة في وجودها ، والا يصبح وجودها على قيد الحياة امرا غير محتمل . و قد يجد المؤمن دينيا بان هناك حياة اخرى تنتظره ، في حال كان جديرا بها . و ربما ان فكرة وجود تلك الحياة ، بالشروط التي وضعها الدين ، هي فكرة طفولية تفتقر الى اية جدية منطقية . فالسعادة في حياتنا تنبع من تناقضات نعيشها ، و نقلات مستمرة و متبدلة من حالى الى حالة . فان اطيب لحظة لشرب كأس بيرة هي عندما يكون المرء متعبا و يشعر بالحر الشديد ،و العطش المداهم . فالحر و التعب و العطش هي ضرورات للشعور بأهمية كأس البيرة البارد ، و روعته . بعد ان يجلس الطفل لساعة او اكثر امام التلفاز، يجد نفسه متحفزا بعدها للقفز و تفريغ كمية من الطاقة التي ولدها الجسم ، فيقفز و يسرع ليلعب بالكرة . انه دافع الحركة الناتج عن الطاقة المتولدة . و هنا يشعر الطفل بسعادة بالغة اثناء العب . و بعد ان يتعب ، يتوقف عن اللعب ، و يشعر بالسعادة اذ يجلس مستريحا. فالشعور بالسعادة هو شعور مؤقت ،و ليس دائم ، انه شعور لحظي ناتج عن مفارقات متبدلة . فالرجل قد يمشي في الليل البهيم بضعة كيلومترات لمجرد انه يشعر بان لديه رغبة بمقابلة امرأة يهواها . فينطلق بكامل قوته و نشاطه ، لا يشعر بتعب ولا كل ، ليصل اليها . و اذا ما توفرت له شروط تحقيق علاقة جنسية كاملة ، فانه يشعر بعدها مباشرة بسعادة غامرة . لكن ماذا بعد ان ينتهي الفعل الجنسي ؟ سيشعر الرجل بالتعب ،و يتذكر ان عليه العودة عدة كيلومترات قطعها لوصول الى ما هو عليها . و هنا يدب الهم في ركبتيه . و يشعر بضيق و انزعاج .

اذا فان الحياة هي ان يعيش المرء المتع بتوازن ما بين مفارقات متبدلة . فلا قيمة لطعام الا بعد جوع ،و لا قيمة لجنس الا بعد حاجة ،ولا قيمة للدفء الا عند الشعور بالبرد . و بهذا المعنى تصبح للحياة قيمة و متعة . لكن لو نظرنا الى حياة المؤمن الثانية (ما بعد الموت ) ،و التي وعده بها صناع الأديان(الانبياء) . و لناخذ على سبيل المثال الدين الاسلامي . فالمؤمن عندما يذهب الى الجنة لن يعاني الحر ،و لن يشعر بحاجة الى الدفء ،و لن يعاني الجوع ،و لن يشعر بحاجة الى العطش ....الخ . لن تكون لديه معاناة ، ولا حاجات ، ولا تغيرات ، و لا تبدلات ، ولا مفارقات تجعل من طعام او شراب او جنس ، ضرورة لا بد منها . فتكوينه في الجنة غير تكوينه الارضي على سطح هذه المعمورة . و خمرة الجنة لا تسكر ، فمن اين سيشعر بالدوخة و الخدر و السكرة الرائعة ، اذا كيف سيشعر بالمتعة الحقيقية !!! و المؤمن لا تنمو خلايا جسمه هناك ، كما على الارض. ولا تنمو لديه حيوانات منوية . فلا أعراس في الجنة ،و لا ولادات ،و لا يزيد عدد الخلق عما كانوا عند دخولهم الجنة . اذا فلن يجد المؤمن ضرورة لان يفرغ طاقة كامنة تدفعه لممارسة الجنس . ولا يجد ضرورة لان يشرب لان جهاز الافراز لا يعمل ،و جهاز الاطراح لا يعمل . و ليس هناك من ضرورة للوعة العشق و الغرام ،و المتعة الناتجة عن تحقيق عمل جنسي تم بعد طول حرمان . وليس هناك من ضرورة للغزل قبل ممارسة الجنس او اثنائه او بعده ، لان اللسان هناك ،يلهج دوما بتسبيح الاله . فأية حياة هذه ، و أي معنى تحمله تلك الحياة المسخ !

اذا ليس هناك حياة ثانية في جنة مفترضة . بل هناك موت اكيد لانسان لا يختلف عن موت اية حشرة اخرى في هذا الكون . وما دام الموت يشكل في احيان كثيرة مطلبا حقيقيا للانسان ، فلا ضرورة لخوف منه . و ان الذين يخافون الموت لهم من اقل الناس فهما للمنطق و ترابط الفكر الواعي . احيانا كثيرة ، يكون في الموت حلا منطقيا تماما لمشكلات استعصى حلها . و قد يكون في الموت حلا مريحا لمشاعر هائلة من الضيق و الالم و الرفض لوضع مأساوي ، لا حل فيه الا بالموت . و يكفي ان يطلع واحدنا على نسبة المنتحرين في العالم كل سنة ليصدق ما أقول . فلا خوف من الموت ،و لا خوف مما هو حل ، و قد ثبت عبر التاريخ ،و التجارب البشرية ، لدى العظماء ، انه اذا وقعت بين شرين فقد يكون الموت هو أهونهما .

فالحياة الاخرى مشكلة نظرية غير قابلة لتصديق . و الحياة الحالية قد يكون الموت أحد احتمالاتها . و الخلود ليس الا خدعة رياضية ، تشابه خدعة الامساك بالدائرة ، او اللعب بالمكعب ، او التزحلق على النقطة في آخر السطر .


:Asmurf:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-09-2009, 12:09 PM بواسطة Awarfie.)
05-09-2009, 12:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة وليد غالب - 05-09-2009, 06:53 AM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة ابن نجد - 05-09-2009, 07:57 AM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة طنطاوي - 05-09-2009, 08:15 AM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة وليد غالب - 05-09-2009, 09:41 AM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة طريف سردست - 05-09-2009, 11:59 AM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة Awarfie - 05-09-2009, 12:08 PM
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة بسام الخوري - 05-09-2009, 12:57 PM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة Awarfie - 05-09-2009, 01:54 PM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة بنى آدم - 05-09-2009, 08:31 PM,
لماذا الخوف من العدم؟ - بواسطة 4025 - 05-11-2009, 01:34 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مفاهيم في الفلسفة الالهية: العدم Enki 13 6,310 02-21-2012, 08:53 PM
آخر رد: Enki
  العدم = الفراغ = الله حيث لا حيث 20 5,742 03-04-2011, 11:36 PM
آخر رد: ATmaCA
  لماذا لانؤمن بالخلق من العدم؟ Enki 36 6,264 02-23-2008, 11:05 AM
آخر رد: Enki

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS