Array
اشكرك يا ابراهيم على تعليقك على ردى المتواضع ، واسمح لى ان اوضح لك بعض الامور
لقد ولدت مسيحيا ، ونشأت على الايمان المسيحى ، لكن الفلسفة حولت اتجاهى ، فبعد ان درست جميع الاديان دراسة مقارنة اكتشفت ما لخصته لك فى السطور القليلة التى كتبتها ، فى واقع الامر انا امل من الكتابة وانظر بغبطة كبيرة الى هؤلاء الذين يكتبون صفحات وصفحات دون كلل او ملل ، يتصارعون كصراع الديوك والمحصلة صفر ولكنهم لا يعلمون

لقد قرأت مقالك وانا متيقن من صدقك تمام اليقين ، لانك انسان حقيقى انا لم اقابل مثله منذ زمن ، وقد لا تعرف اننى ادخل هنا الى النادى لاتابع ما تكتب ، واشعر بسرور كبير عندما اكتب ردا على موضوع لك

نعود الى موضوعنا ، ما المشكلة اذا ؟
المشكلة تكمن فى العبث ، عبث الوجود ، والخلق والاله ، والفداء ، كل هذا عبث فى عبث ، العبث ضارب فى جذوره وفى جوهره ، وبالرغم من كلامى هذا الا اننى مقتنع بأن الايمان تجربة ذاتية تخرج عن اطار العقل الواعى والقوة الفاهمة ، لذلك قلت لك بأننى متيقن من صدقك فيما قلت عن المسيحية ، لانك انسان حقيقى والانسان الحقيقى لا يكذب على نفسه ابدا

مساء الخير يا ابراهيم
[/quote]

أخي الحبيب:

ماذا تريد من الفلسفة؟ الفلسفة للعقول وأما القلب فلا يشبعه سوى خالقه. سأقول لك ما قلته لأخ مسيحي ترك المسيحية وداوم على المعبد اليهودي لأجل زوجته اليهودية الأرثوذكسية. قلت له: من الرائع أنك تتمتع بتراث كتابك المقدس بالعبرية ولكن لا تترك مسيحك. المسيح يهودي ويمكن أن تقرأ ما شئت في اليهودية دون أن تدير ظهرك للمسيح. أقول الكلام ذاته لك يا أخي الحبيب. أطلب منك أن لا تدير ظهرك أبداً للمسيح. راسلني في أي وقت تشاء. مستعد أن أتصل بك بالتلفون في أي وقت تريد أو نتحدث بالـ سكايب. لكن لن تجد صديق أفضل من المسيح.

والوجود ليس عبث يا صديقي. مادام الله حاضر فيه فالوجود له معنى. المسيح قال لنا: "أتيت لتكون الحياة للناس ولتفيض فيهم"(يوحنا 10/ 10). فيض الحياة في قلبك لا يسمح بأي مجال للعبث. ولك أن تتصور معي ما عناه هذا الرجل اليهودي الشرقي المسمى يسوع المسيح عندما تحدث عن عبارة "الحياة". إنه قال ما يمكن أن نكتب فيه مجلدات ومجلدات. الحياة هي الله ذاته يا صديقي.

ربما نمر بظروف قاتمة تشعرنا بعبثية الحياة ولا ألومك أبداً على شعورك أو شعوري بهذا ولكن كل هذا سيمضي وننطلق نحو الأفق الأبدي يوماً تلو يوم ونقبض على الحياة من واهبها بل نقبض عليه هو ذاته بجملته ونقول له ما قاله يعقوب: "لن أطلقك إنْ لم تباركني".

أرجو أن تكون على يقين أني مستعد أن أفعل أي شيء لأؤكد على صداقتي لك. أنت مهم عندي جداً. أنت مهم عند ربنا جداً. يترك الكون بأسره وما فيه ويجري هو وراءك. إنْ لم تصدقني إقرأ مثل المسيح عن الخروف المفقود. هو يجري ويسعى في أثرنا سعي حثيث لا مثيل له.

أريدك اليوم أن تغلق الباب وتقول لربنا عبارة واحدة: "إنْ لم تباركني الآن فلن أطلقك".

وراسلني على الإيميل إنْ شئت وهناك مليون وسيلة ووسيلة للتواصل معي.

ودم لأخيك الذي يحبك.