Array
الاهمية ليس في " المعنى التشريحي" للتعبير اللغوي وانما في المعنى المقصود ايصاله الى الاخر
....
ولذلك العبرة فيما تفهم من التعبير وليس في القواعد.. ويقول المثل الانكليزي: ليس المهم ماذا تقول، وانما كيف تقوله. ويقول: الشيطان يسكن في التفاصيل.
[/quote]

في الأصل كانت العبارة من باب السلام بصفة خاصة على من يُراد دعوتهم بصورة ما للإسلام الحنيف ، ثم مر وقت طويل جهل فيه أبناء الإسلام لغتهم وكيفية التعبير عن ولائهم للدين فاختاروا أن تُنطق العبارة لإيصال معنى ذي دلالة معينة بصورة أوضح (كما ينطق مثلا أحد الممثلين عبارة :ثكلتك أمك) فيصبح الإطار مضحكًا للغاية ، شخص يريد أن يريك أنه هو وحده على الهدى ، فإن اتبعته واستجبت لأمره صرت من أهل الهدى وعليه تستحق السلام .. فالسلام أصبح هنا ممنوحًا لك إن وافقت على الهدى (الإسلام) وستُحيّا بتحيته مباشرة دون قيد (على من اتبع الهدى) ، في المنسوب إلى النبي محمد "ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف" وهو نص لا يتم الالتفات إليه كثيرًا في واقع المسلمين المُعاش ، فبعض أصحاب اللحى والمتمظهرين بالشكل الإسلامي في الثياب -كما خيّل لهم فهمهم- لا يلقي حتى السلام على المسلم إلا إذا صار على نفس صورته (جلباب ولحية /أو على الأقل تبدو في صورته ملامح المسلم الشكلية من زبيبة صلاة في جبهته ...) .. هذا يحدث في الواقع .. لكن للحق لم أر في الواقع من يلقي التحية على هذا الشكل للآن (السلام على من اتبع الهدى) ولا يوجد بحسب ما رأيت إلا في دنيا الإنترنات (التي تقوي الصغير وتفتل عضلاته وتلبسه لبوسًا يرى نفسه بعد الفراغ كالطود الشامخ ) فيطلق عبارات مثل هذه بدلالته كي يُري غيره مدى قوته وثباته على الحق ، عجبًا لأمر صغار العقول (هداهم الله).

بالطبع تجميل إبراهيم للعبارة غير مقبول حتى عند قائليها ، لأنهم يعتبرونها تحية خاصة للمخالف مرهونة بالقيد الوادر فيها ، وإن كان في تراث الإسلام ما يشير إلى غير هذا اللون مثل دعاء النبي ليهودي "جمّلك الله" ومثل قول الشعبي رادًا على معترضٍ حين أنكر عليه ردّ السلام على كافر "وعليكم السلام ورحمة الله" قال : "أليس يعيش في رحمة الله".

مارين
كما يقول بعض الكاثوليك من المسيحين إن الملكوت يدخل فيه الجميع ، والكل مقبول ؛ يرى ذلك بعض المسلمين ، ويتم الاستناد إلى آيات مثل آية سورة المائدة 48 ، ومؤخرًا قرأت شرحًا لها أظنه جميلاً -اطلبه في مقال لعبد الوهاب المؤدب- لكني أظن أن المؤمن بأنه وحده الممتلك للحق والعارف بالمطلق وغيره يعيش الخطأ ، هو المحافظ أو صاحب الفهم الكلاسيكي أو السطحي ، هم كثير نعم كثير ، لكن هناك طوائف في كل دين تقبل بالغير وترى أن للحقيقة قراءات متنوعة ، وكل يسير على ما يُسّر له أن يتابع فيه .. حتى الآية التي استندت إليها في أن الإسلام لا يرى غيره دينًا ، تفسر عند البعض على نحو شامل يدخل فيه الكل ، فالإسلام فيها برأي البعض هو إسلام الوجه والتسليم لله (إن الدين عند الله الإسلام) وليس إسلامًا يخصّ محمدًا وحده (آخر ما استمعت إليه يؤكد هذه القراءة أستاذ أزهري وليس مفكرًا تنويريا) فتدبر أخي الإنسان ... ولا تستمع لكلام إبراهيم أبعد أن هداك الله بالابتعاد عن عبث المسيحية تعود إليها ..