السبب الحقيقي للرعب الصهيوني من المشروع النووي الإيراني
الزميل observer
احييك على طرحك عن الدول الديمقراطية و الشمولية من حيث خطورة اتخاذ القرارات المصيرية من قبل الانظمة الشمولية وحصرها في يد الشخص الواحد, او الحزب الواحد.
وكنت ساكتب ذات الشيء عند قرائتي لمداخلتك الاولى (تطابق خواطر :D).
ولكن ارى من الظلم وصف الحكومة الايرانية بهذا الوصف!
فالحكومة الايرانية, وان بدت للبعض حكومة شمولية, و تدار من قبل الحزب الواحد, او حتى دكتاتورية لدى البعض, ولكنها ليست كذلك على ارض الواقع, حيث يتم تداول السلطة في هذا البلد بين الاصلاحيين و المحافظين, و تختلف دوائر اتخاذ القرار فيها و تتعدد, من مجمع تشخيص مصلحة النظام, الى المرشد العام, فالبرلمان, فمجلس صيانة الدستور, فرئيس الوزراء .
لذلك فايران دولة (شبه ديمقراطية) ولا يجوز ان توضع في مصاف الدول الدكتاتورية. فهناك دول كثيرة امتلكت او تمتلك اسلحة نووية, وكانت او لاتزال, تدار من قبل الحزب الواحد, بل هناك ديمقراطيات تدار من قبل الحزب الواحد , كاليابان و السويد !
ربما قيام حركة طالبان بقتل اعضاء السفارة الايرانية في عهد خاتمي, وحدوث لغط في دوائر القرار في ايران حينها, بخصوص شن حملة عسكرية انتقامية, وعدم حدوث ذلك, يدل على نضج الثورة الايرانية, و انتهاء عهد "الزخم الثوري", و تحول هذا البلد الى الديمقراطية و التعددية النسبية, شيئا فشيئا.
فحصول ايران على السلاح النووي (ان حدث) ستكون له نتائج عكسية من وجهة نظري, حيث تنكفا ايران الى الداخل لحلحلة مشاكلها الاقتصادية, وتحاول ان تقيم علاقات ممتازة مع محيطها, بعد ان تضمن سلامتها من اي هجوم عسكري, ومن اي كان, ناهيك عن ان جعجعتها وخطابها الثوري سيخفت كذلك, لان التهديد العسكري بعد امتلاك السلاح النووي, لن يكون مقبولا من احد, وهذا ما سيدركه الايرانيون من تلقاء انفسهم.
ببساطة, السلاح النووي اذا ما امتلكته ايران , فانه لن يستخدم.
المصيبة تكمن في استعداء هذه الدولة الجارة جغرافيا " وللابد" من قبل بعض الانظمة, مع انه الاولى استغلال قوتها و مواقفها المبدئية الايدلوجية ضد اسرائيل, لحلحلة القضية الفلسطينية, فالتفاوض و بجانبك قوى اقليمية كبرى, و ليست بينها و بين اسرائيل اتفاقات سلام, و تدعم كافة اشكال النضال ضد اسرائيل, بغباء و ضد مصلحة شعبها, فرصة تاريخية لا تعوض, ولكن اخشى ما اخشاه, ان تضيع هذه الفرصة كما ضاعت فرص كثيرة اخرى, بدون ان نحقق من ورائها اي فائدة للفلسطينيين و قضيتهم.
مودتي ..
|