الزملاء الكرام
تحية و تقدير .
أتمنى ألا تتوقفوا عن مناقشة هذا الموضوع العلمي المفيد ، و الذي سيوسع مدارك القراء و يزيد شغفهم العلمي ، و أن يتسائل الإنسان كيف نشأ هذا الكون العجيب ، هو أفضل الأدوات لمنع الجريمة و القضاء على الإرهاب و انضباط منتديات الحوار ، و سيدشن الميلاد الحقيقي للإنسان المفكر داخلنا ! .
أتمنى أيضا أن تحظى مداخلتي الأخيرة باهتمام الزملاء ممن يتبنون النظرة العلمية للأمور ، كنت أتوقع أن يتسائل البعض أو حتى يستنكر ما كتبته عن أن الزمن لا يأخذ شكل الخط المستقيم ، بل توقعت أن يسخر البعض من هذه الهرطقة و التخاريف التي يتبرع بها بهجت !،و يؤكدون أن العقلية العلمية ماهي إلا مؤشر على اقتراب الساعة !، لست أبالغ من دهشتي عندما لم أجد تعليقا على ما ذكرته عن شكل الزمن ، فهل السبب أن الجميع يدركون أن شكل الزمن ليس خطيا ، أو لم يفكر أحد في تلك القضية ، عملآ بحكمة أم كلثوم الخالدة ( هسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن ؟) .
إذا عدنا لهذه القضية أحب أن أقول أن أي نظرية علمية عن الزمان أو أي مفهوم آخر يجب أن تؤسس على تلك الفلسفة العلمية التي تعد عملية أكثر من غيرها ، و النظرية العلمية وفقا لتلك الطريقة في التفكير ستكون نموذجا رياضيا يوصف ما نرصده من ظواهر و ينظم قانونا لها ، إننا لا نستطيع أبدا أن نقول مالذي يمكن أن يكونه الزمان بالفعل ، بل في الحقيقة لا نستطيع أن نقول ذلك عن أي شيء آخر ، وكل ما نستطيعه هو أن نفهم كيف تتصرف الأشياء في الطبيعة ،و في حالتنا أن نصف ما نجد أنه نموذج رياضي جيد جدا للزمان و أن نذكر التنبؤات التي يصنعها ، أما النموذج الكامل للزمان فلت يوجد أبدا .
الزمان في نظرية نيوتن يكون مستقلآ عن أي شيء آخر ، و لكن في النسبية العامة فإن الزمان و المكان لايوجدان على نحو مستقل عن الكون ولا عن بعضهما ، و بكلمات أخرى فإن الزمان تكون له بداية أو نهاية ، و يمكن التفكير في تواريخ الكون في الزمان التخيلي كأسطح منحنية مثل الكرة أو مستوية أو في شكل سرج ،و لكنها أسطح لها أربعة أبعاد بدلآ من بعدين ، أكثر من ذلك أصبح مقبولآ كحقيقة علمية فكرة أن الكون له تواريخ متعددة ، هذه الحقيقة صيغت في معادلة بواسطة عالم فيزياء شهير جدا هو ريشارد فينمان ، و يزعم عالم عبقري هو ستيفن هوكنج و زميل له هو هارتل أن تواريخ الكون في الزمان التخيلي هي أسطح مغلقة ، مما سيكون له مؤشرات بالغة الأهمية في الفلسفة ، فهذا يعني أن الكون مكتفي ذاتيا بالكامل ،ولا يحتاج لشيء من خارجه أبدا ، و سيتحدد كل شيء فيه حسب قوانين العلم و احتمالات الصدفة ( رمي النرد ) ، سيبدوا هذا كسرا لأسس الإنفجار الكبير ،و لكن هذا هو ما يؤمن به كثير من علماء الفيزياء الآن .
أرجو ألا أكون قد عقدت الموضوع ، و لكن لعله أصبح واضحا على الأقل أن رواية الأديان عن تاريخ الزمان هي مجرد رواية وعظية بسيطة تلائم الموعظة الدينية و ليس الحقيقة العلمية .