جهود عربية لاحتواء "الازمة" مع سوريا

تبذل مصر والمملكة العربية السعودية جهودا حثيثة لاحتواء الازمة الدولية التي تسبب فيها استمرار الوجود العسكري السوري في لبنان.

ويبحث الجانبان المصري والسعودي آلية توافقية تضمن انسحابا سوريا.

اعلن ذلك ناطق حكومي مصري بينما يقوم الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة الى المملكة العربية السعودي التقى خلالها بولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز.

[SIZE=4]واوردت وكالة رويترز للانباء ان ولي العهد السعودي ابلغ ضيفه السوري ان على دمشق الامتثال فورا لرغبة المجتمع الدولي وسحب قواتها من لبنان "والا ستتعرض العلاقات السعودية السورية الى صعوبات."

وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد طالب سوريا بموجب قراره المرقم 1559 بسحب قواتها من لبنان بشكل نهائي.

الطائف
وقال سليمان عواد الناطق باسم ارئاسة المصرية إن الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قد بحثا الازمة السورية في شرم الشيخ يوم الخميس.

وقال عواد: "يجب علينا التوصل الى صيغة تجمع بين اتفاق الطائف مع متطلبات القرار 1559 آخذين بنظر الاعتبار الاعلان السوري في الحادي والعشرين من الشهر الماضي حول النية بالانسحاب من لبنان."

وينص اتفاق الطائف لعام 1989 الذي وضع حدا للحرب الاهلية اللبنانية على بدء انسحاب القوات السورية من لبنان خلال سنتين كمقدمة لانسحاب شامل.

وقال عواد إن الجهود التي تبذلها مصر انما تهدف لمساعدة سوريا على التصدي للضغوط التي تتعرض لها لاجبارها على تنفيذ القرار 1559، وتهدف ايضا الى ضمان وحدة لبنان واحترام ارادة الشعب اللبناني في سبيل الاستقلال.

قطر
وقد التقى الرئيس السوري في دمشق يوم الاربعاء بأمير دولة قطر الشيخ حمد بين خليفة آل ثاني.

في غضون ذلك، حث وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة سوريا على تنفيذ التزامها بسحب جيشها من لبنان.

فقد قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية عقب اجتماع الوزراء العرب: "علينا بذل كل جهودنا لاحتواء المشاكل الخطيرة الراهنة والسير بالوضع الراهن الى وضع اكثر امانا."

يذكر ان الوزيرين السوري واللبناني لم يحضرا اجتماع اليوم.

توازن حرج
من ناحية اخرى، انضمت روسيا - حليف سوريا التقليدي ابان الحرب الباردة - والمانيا الى جوقة المطالبين بسحب القوات السورية من لبنان.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديث اجرته معه بي بي سي: "على سوريا الانسحاب من لبنان، ولكن علينا ضمان الا ينتهك ذلك التوازن الحرج الموجود في لبنان."

ويقول المراسل الدبلوماسي لبي بي سي، جوناثان ماركوس إن العلاقات السورية اللبنانية معقدة وتشمل روابط تاريخية، واستراتيجية واقتصادية متشابكة وعميقة.

[SIZE=5]ويضيف المراسل أن الأسد يشعر بقوة الضغوط التي يتعرض لها بسبب هذه المشكلة، كما أن قدرات نظامه ستكون موضع تساؤل إذا "خسر" لبنان.


وقد تراكمت الضغوط على دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الشهر الماضي، والذي كان قد انضم إلى المعارضة مؤخرا في المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان.

من جانبها أنكرت سوريا أي ضلوع لها في اغتيال الحريري.

يُذكر أن حكومة عمر كرامي تقدمت باستقالتها الأثنين الماضي، بعد أسبوعين من الاحتجاجات على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.