ثندر


ما تقوله صحيح الديمقراطية كشروط من الناحية الجوهرية العميقة متوفرة جدا فى المجتمع الفلسطينى للاسباب التالية

اولا من ناحية تاريخية هناك توفر للتعددية السياسية على كافة المستويات وهى تصل للمستويات المجتمعية الصغرى ( grass roots level ) المهم فى هذه التعددية انها ليست تعددية الانقسام كالانقسام الراسى فى المجتمع على اساس عرقى او طائفى والتى تجعل التعددية ليست ادة للديمقراطية بل لتفجير المجتمع..ما هو متوفر لدينا هو تعددية داخل الوحدة اى داخل المنظومة الاجتماعية نفسها والتى تسمح بالصراع داخل الوحدة وفقا للمنطق الديالكتيى انه انقسام على اساس المواقف والتحليلات السياسية والمشروع الاجتماعى

ثانيا هناك احزاب وقوى سياسية عريقة ومتاصلة فى المجتمع الفلسطينى ولها قواعد اجتماعية مما يسمح للديناميكية الديمقراطية بالانطلاق فالبنية التحتية الحزبية للعملية الديمقراطية فاعلة جدا وراسخة
ثالثا المجتمع الفلسطينى نفسه منفتح لاسباب كثيرة مستوى التعليم المرتفع حوالى 30_ 40 % من المجتمع الفلسطينى فى الضفة وغزة عاش او سافر يوما ما او تلقى تعليمه فى مجتمعات غربية ايضا توفر حرية الصحافة والتجمع ووجود مجتمع مدنى قوى جدا وشبكة من المنظمات الحكومية يتجاوز عددها الالف منظمة وهى تهتم وتضغط باتجاه قضايا تخطر او لا تخطر على البال بدءا من الحريات الجنسية وحريات الشواذ مرورا بحقوق الانسان والصحة والزراعة ... اى ان لدينا المجتمع اقوى من السلطة الحاكمة والسلطة نفسها تستمد قوتها من تاييد المجتمع او رفضه لها

ثالثا الحرية داخل الاحزاب تربط بتوجهاتها نفسها رغم ان قانون الاحزاب يفرض عليها اجراء انتخابات دورية تحت اشراف ومراقبة الدولة للعملية الديمقراطية..لكن بالامكان التهرب والتحايل على ذلك وهذا ما تفعله مثلا تنظيمات اليسار السابق والتى لها ارث فى الفهم التوتاليتارى ( المركزية الديمقراطية ) فى عمل الاحزاب.. تظل فتح هى الاكثر انفتاحا وديمقراطية( رغم عيوبها) اكثر من اى مجموعة سياسية اخرى ( ولربما هذا ما يفسر قوتها ) حيث انها مفتوحة تماما لكل من هب ودب والكل يعبر عن راية علانية بل و اكثر من اللازم ولا توجد بها اسرار داخلية فالكل يعرف ما يدور داخلها

رابعا المجتمع نفسه او الناخبين عند الانتخاب فانهم يصوتوا بناءا على التوجهات السياسية وليس الدين او الجنس.. فى الانتخابات السابقة مثلا كانت هناك مقاعد مضمونة للنساء والمسيحين ولكن فى هذه المرة تم الغاء هذه المقاعد لان التجربة السابقة اشارت ان الناس عندما صوتوا فانهم اختاروا مثلا مسيحى او امراءة لاسباب سياسية تتعلق بموقفه السياسى واهملوا بالكامل كونه مسيحى او امرأة

كل هذه العوامل تجعل الديمقراطية عملية مضمونة من ناحية شكلية وجوهرية فى المجتمع الفلسطينى ..اما العوائق فهى خارجية تتعلق بوجود الاحتلال