(06-13-2009, 05:35 PM)إبراهيم كتب: يا أخ عاشق: إذا الناس تتأثر لمجرد أن فلان يقول إن هذه هي نظرته للدين الفلاني أو هذا هو اعتراضه أو أو ووو وهذا يؤدي لفتنة طائفية فربما المطلوب يا أخي الكريم هو أن الناس نفسها اللي تكبر وتنمو في وعيها وتتعلم قبول الفروق. في أميركا لو أنا قلت لواحد إني مسيحي ماذا يكون ردهم؟ ردهم كلمة من حرفين اتنين بس: "طز". وماذا لو قلت له إني من الدين الفلاني أو أي دين آخر.. ماذا يكون الرد: طزين؛ مش طز واحدة.
العقائد يجب أن تنتقل من حيز المشاعية والشمولية لتكون قناعة فردية تثري صاحبها ومن يحتكون به. الدين في أصله لا ينبغي أن يكون عرف قبلي ويحكمنا بتفكير عشائري ولكن تجربة إيمانية فردية محضة. لي صديق قبطي حاورته بالعقل المحض وقلت له عن بعض أرائي في ساعة صفا. ولكن هو ماذا كان رده؟ ولكن هذا سيجعل الناس تفكر كيت وكيت؟ وهذا يمكن أن يؤدي لتحلل الناس من المسيحية إلخ.
شفت؟
الناس تريد رابط عشائري يجمعها ولا تريد الحقيقة.
لو نحن تركنا كل إنسان يقول ما في جعبته ويبحث أكثر وأكثر ويتعلم أكثر وأكثر لربما وصل لكنه الحقيقة وهو- من وجهة نظري- أنه لا يقبض أحد بمفرده على الحقيقة وإلا كنا في مأزق الفيل والسبعة العميان حيث أمسك كل واحد بجزء من الفيل وظن واهماً أنه يملك الفيل بالكامل.
أؤكد لك إني أبعد ما أكون عن الطائفية. أقرب الناس إلى قلبي حالياً واحد مسيحي من أصول سريانية وعالم مشهور. يطلب مني أن أحضر له القرآن ونقرأ بعض الآيات قراءة تذوقية جمالية ويبين لي المقابل لها في اللغة السريانية. بشكل عفوي ذات مرة عندما بدأت أقرأ في المصحف كان أول شيء خرج من فمي هو "ده كلام جميل جداً". هل تظن أن واحد مثل زكريا بطرس أو غيره من هؤلاء الرعاع يحمل روحاً بهذه الكيفية؟ وصاحبي السرياني العالم هذا يبدأ يدافع عن القرآن ومسألة ملك اليمين ويبين لي أن الناس أساءوا فهمها وأن الأصل السرياني كيت وكيت. أسمع بأدب وباحترام شديد. أختلف معه ولكن هناك تقدير صادق لما وصل هو إليه كرجل عالم باحث يحاضر في الجامعة. في أميركا يهمني جداً إزالة حاجز الخوف من المسلمين والنظر إليهم لما لديهم من جماليات. أتباهى للأمريكان بصديقي السعودي "فلان" الذي يفاجئني من حين لآخر بمخطوطات مسيحية قديمة نادرة تفيد أصحابي العلماء في جامعة القديس يوسف وتفيدني أنا وغيرنا كناس يهمها دراسة المخطوطات وأن هذا ما وصل إليه مسلمون في السعوية نفسها من رقي وتسامح!! نحاول التعزيز والتأكيد على كل ما هو جمالي في الإسلام وهذا خط اتخذته مؤخراً بعد أن قابلت ناس مثل "يجعله عامر" و"الواد روقة" والرفاق معنا. مادام الإسلام جزء من الهوية فيجب التأكيد على إيجابيات الناس. قد تكون لي اعتراضات وقلنا اعتراضاتنا هنا وهناك ولكن إجمالاً هناك مصير جماعي نعيش فيه ويجب أن نعمل على ما نتفق فيه ونعززه.
ما أريد التنبير عليه هو أن ندع كل إنسان يقول كل ما عنده. كتم إنسان بحجة الطائفية وأشباه هذا الكلام يولد الشعور بالقهر ويخرج نفوس مريضة كمعظم من تراهم من أقباط الانترنت في هجمومهم المحموم على الإسلام. لو أن هؤلاء الناس كانت لديهم مساحة ليقولوا ما يريدون قوله من البداية لما رأيت بالمرة شيء من هذا. الممنوع مرغوب دائماً وهذه هي سنة الحياة. اجعل كل شيء مرغوب الناس بنفسها ستزهد في الأمور التي أنت نفسك زاهد فيها.
واقبل مودتي واحترامي الشديد لك.
يا ابراهيم انت والاخوه فى وادى وانا فى وادى اخر تماما ....
انا اتحدث عن الواقع المعاش حاليا , وانت والاخوه تتحدثون عن ما يجب ان يكون .
يا سيدى انا معاك فى كل ما ذكرته , لكن امريكا شىء وهنا فى مصر شىء اخر تماما , انت وصديقك المسيحى شىء وذكريا بطرس وناهد متولى واللى اسمه رشيد المغربى شىء اخر , انا ومن على شاكلتى شىء وابن باز وابن عثيمين والبدرى شىء اخر , لكن الاغلبيه الساحقه من اتباع فريقى الهلال والصليب حتى الان تتبع المديرين الفنيين زكريا بطرس وابن باز , والكلام اللى انت كتبته ده مياكلش معاهم , لسه كتير اوى اوى علشان الناس تنضج فى وعيها وتتعلم قبول الفروق , والى ان يحدث هذا ما العمل ؟؟ هل نزيد النار اشتعالا بسكب المزيد من البنزين ام نحاول اخمادها بشتى الوسائل ولو بالتراب؟؟
المسلمين لن يتقبلوا كلماتك لانك من الفريق المعادى , والمسيحيين لن يتقبلوا كلماتى لانى ايضا من فريق الاعداء , ولا مناص من اعطاء الفرصه والوقت للاصلاحيين من الفريقين حتى يستطيعوا ان يتوغلوا داخل عقول تلك الجماهير لاصلاح ما فسد منها على مر اكثر من ثلاثه عقود من الزمن , ومفيش مانع ابدا من رابط عشائرى وعرف قبلى , فى نفس الوقت الذى يقنع فيه الجميع بأن حريه الفرد فى اختيار قناعاته وافكاره مكفوله فى كل الاديان , وانه اذا حصل هذا الفرد على عقد احتراف فى صفوف الفريق المنافس فان فريقه الاصلى لن يتأثر بذلك , والملعب مليان لعيبه والاحتياطيين جايين فى السكه وخير ربنا كتير
انا لا ادعو للحجر على حريه الناس فى ان يقولوا ما عندهم , ولكن لابد ان تكون تلك الحريه مسئوله , اى حريه لابد ان تكون مسئوله , فالانسان ليس حر فى قتل انسان اخر بما انه الاقوى , وهناك كلمات هى فى فحواها اشد من الخناجر وطلقات الرصاص وقذائف المدافع , فقد تقتل القذيفه الحربيه اتنين او ثلاثه او عشره , لكن تأثير الكلمات الطائفيه قد يؤدى الى حرب اهليه يكون ضحاياها بالالاف والملايين , والتاريخ يؤكد ان ضحايا الحروب الاهليه بالاسلحه البدائيه كانت الاكثر دمويه والاكثر عددا فى الضحايا من اى حروب اخرى بالاسلحه الحديثه , وكمثال قبائل الهوتو والتوتسى فى بوروندى واللتى قضت الحرب بينهما على ارواح ملايين من البشر .
حريه الناس مكفوله فى ان يقولوا ماعندهم بما لا يؤذى الاخرين ويتطاول عليهم , قل ما عندك فى شأنك الخاص والداخلى ولا شأن لك بغيرك , فسر ,,, اشرح ,,, اخطب ,,,جادل ,,, لكن لا تتعدى على الاخرين بالسب ونهش الاعراض والطعن فى شرفهم ونسبهم , وقد تتجلى عظمه القرأن فى بعض اياته بهذا الخصوص من مثل ( وجادلوهم باللتى هى احسن ) و ( قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمه سواء بيننا وبينكم ) او ( ولتجدن اقربهم موده للذين امنوا اللذين قالوا انا نصارى ) , هذا غير ثناؤه وتمجيده للسيده العذراء والسيد المسيح وتنزيههم عن اى نقيصه .
عندما يقول النبى محمد فى حديث صحيح ( لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه وماله , ووالده وولده ) مصداقل لقول القران ( (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) لاحظ قوله تعالى: (أحب إليكم من الله ورسوله) ,,, وعندما يؤمن المسلم بذلك ثم يرى ويسمع من يتهم الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه ابن زنا وجاء من سفاح ,,, تفتكر ما هى عواقب ذلك ؟؟
فليقل المسيحى ماشاء وليقل المسلم ماشاء ولكن فى حدود احترام الاخر , وليختار كل فرد قناعاته وايمانه ولكن دون ضجيج وتسييح واظهار الامر على انه هدف فى مرمى الفريق المنافس , فالفريق المنافس هو الاخر سيحاول احراز هدف مضاد ولو تسلل لمعادله النتيجه , المهم ان يحتسب هدفا , طبعا الفريق الاخر سيعترض وسيؤكد ان الهدف تسلل وان الحكم ظالم , وسيشكو الى الفيفا , والفيفا تنزل ارض الملعب وتوقف الحكم واتحاد الكره وتلغى الهدف وتحتسب النتيجه 2/ صفر فيثير ذلك حفيظه الجماهير والدنيا تولع