(06-14-2009, 02:16 PM)بهجت كتب:
.
5-من الواضح أن هناك التباس غليظ جعلنا نضم عاشق الكلمة مع بهاء في باقة واحدة ، و أسعدني كثيرا إيضاح عاشق الأخير ، و العجيب أن عاشق نفسه هو الذي جعلنا نعتقد ذلك ، فالإنسان لا يقتبس من يخالف أفكاره و إلا فهو يدعوا الاخرين لسوء الفهم ، وفي الحقيقة لا أرى هناك ما يمنع عاشق أن يكون مختلفا عن إبراهيم رغم إقراره له بالجميل ، بل أرى هذا موقفا قويما ، هذا لا يعني أن هناك خلافات كثيرة بين مواقف عاشق و غيره من الأصوليين ، لهذا لست اتفق مع عاشق الكلمة في تحديد أسباب الفتنة الطائفية ، رغم تقديري بالطبع لموقفه الرافض لها آملآ ان يترجم ذلك لأكثر من كلمات عابرة في حوارات عابرة .
عزيزى بهجت ...
انا اوضحت انى وافقت بهاء فى هذا الموقف فقط , انا وبهاء مختلفين على طول الخط , ودائما ما تشاحننا بالكلمات لاختلاف اراءنا الناتج عن اختلاف ايماننا وقناعاتنا , لكن ليس لانى اختلف معه على طول الخط فى مسائل الايمان والقناعات ان اختلف معه عندما اراه يستنكر الطائفيه ويندد بها , اتفقت معه فى اسباب الطائفيه واختلفت معك حول اسبابها , اتفق مع زيد من الناس فى اشياء واختلف مع عبيد بشأنها , ثم اعود واتفق مع عبيد فى اشياء اخرى واختلف مع زيد بشأنها , فما الغريب فى ذلك وما الذى يدعو الى سوء الفهم ؟؟
الناس ليست مختلفه فى الافكار على طول الخط , فهناك نقاط التقاء دائما , ان لم تكن دينيه فهى سياسيه او اجتماعيه او مصيريه يفرضها المصير المشترك , لكنى عبرت كثيرا فى الموضوع عن ان اختلافى مع ابراهيم هو بشأن تلك النقطه فقط , وهو اننا لا يجب ان نمنح بذور الطائفيه الماء ونرويها بما يجعلها تنمو وتتغذى وتقوى حتى تصبح اشجارا يصعب اقتلاعها .
ما جعلنى اشعر ان ابراهيم عرفات عنده ميول طائفيه هو حوار دار بينى وبينه من كام يوم فى موضوع ( ليلى تفضلى هنا واالمصريون كذلك ) ومن الطبيعى ان تتكون انطباعاتى وارائى عن ابراهيم من خلال ما يكتبه وما يؤمن به , فعندما جاء الحديث عن ايات قرأنيه تحض على التسامح , كان رده ان تلك الايات هى باروكه مصديه لا تساوى عشره قروش , وهى من امور التجميل ودخل بيا فى قصه تانيه خالص عن ضرب النساء وانه امر نازل من فوق .... ولا ادرى ما العلاقه بين هذا وذاك ...
انت لاتومن بتلك الايات ولا تصدقها ؟؟ هذا امر طبيعى , وانا لا ادعوك للايمان بها , ولا يلزمنا ايمانك انت بها , لكن يلزمنا ايمان المسلمين بها , لان هذا الايمان هو ما سيقضى على الطائفيه فعندما يؤمن اتباع كل دين ان دينهم يأمرهم بالتسامح والمحبه والاندماج مع الاخر فلن نرى كل هذا القرف الطائفى .
انا موقفى من الطائفيه واضح منذ تسجيلى بالنادى , وهو موقف نشأ نتيجه تربيه اعتقد انها سليمه , فقد تربيت على افكار والدى الذى زرع بداخلى ان المسيحى هو ابن تلك الارض مثلنا تماما , وهو الجار والصديق والزميل فى العمل والدراسه , الا ان ايمانه بالله يختلف عن ايماننا , وربنا يوم القيامه هو اللى بيحاسب الناس , وكان لنا جيران مسيحيين كنا بالنسبه لهم وهم بالنسبه لنا اكثر من الاهل , وكنا وهم فى المناسبات والاعيا الدينيه اول من يهنىء بعضنا البعض بها , فتجد جارنا المسيحى بيخبط على الباب مصطحبا زوجته فور انتهاء صلاه العيد ليقدم لنا التهنئه ويتناول كعك العيد معنا , وكانت المعامله من جهتنا بالمثل واحسن .
لذلك انا موقفى من الطائفيه ليس مجرد كلمات عابره على الانترنت , فانا ابدأ بنفسى كما قلت سابقا واربى ابنائى على ما تربيت عليه , ودائما وفى اى حوار بينى وبين اصدقائى او زملائى فى العمل ما اؤكد على تلك الافكار , واؤكد لهم ان الله سبحانه وتعالى وان الاسلام برىء من مثل تلك الافكار الطائفيه الهدامه , وان القرأن والسنه النبويه قد اوضحا فى اكثر من موضع على حسن معامله المخالف فى الدين والعقيده , وليس معنى ان القرأن يؤكد على صحه دين الاسلام وان اى عقيده تخالفه هى كفر بالله ان يدعونا ذلك الى اقصاء المخالف , من الطبيعى ان يؤكد الاسلام على ذلك والا ما كان هناك داعى لنزوله طالما ان ايمان السابقين هو الايمان الصحيح , واستشهد بالايات والاحاديث اللتى تؤكد ذلك , واشعر فى النهايه ان حديثى يجد بعض الصدى والقبول .