لسنا فى حاجة الى التاكيد على انه لا يوجد انسان يحترم عقله يتهم مثل النبى محمد -ص- بالجنون ,فلا يوجد مجنون ياتى بمثل هذا القران العظيم, و يؤثر بسلوكه و تعليمه و حديثه ذلك التاثير فى كل تلك الالوف المؤلفة من البشر التى امنت به و افتدته بارواحها .


و برحاء الوحى هى دليل على صدق محمد -ص- فى انه كان هناك قوة خارجية توحى اليه , فلم يكن يظهر ذكرا محدثا من القران الا عندما تعتريه تلك الحالة, و لم يكن يتفرغ كشان المؤلفين لتاليف القران , بل ربما كان ينتظر ان ياتيه ذلك الوحى و يكون فى اشد الحاجة اليه كما فى حادثة الافك مثلا , و برحاء الوحى حالة شاهدها و لاحظها الناس و كانت تاتيه فتؤثر فيه تاثيرا واضحا فيتفصد جبينه عرقا , و يثقل جسمه حتى يكاد فخذه يرض فخذ الجالس الى جانبه, و قد تاتيه راكبا فتكاد تبرك راحلته .

فهذه الحالة امر ثابت مشهور بل يحرص خصوم الاسلام - بحمد الله - على اثباته

و هناك مباينة تامة و مناقضة كلية بين برحاء الوحى الشهيرة و بين النوبات العصبية التى يحتجب معها نور العقل ,لانها كانت مبعث نور لا ظلمة ,و مصدر علم لا جهالة ,بل كان يجىء معها من العلم و النور ما تخضع العقول لحكمته , و تتضاءل الانوار لطلعته

انها قوة خارجية عالمة لانها توحى اليه علما منيرا مع كل مرة تجيئه تلك البرحاء , و هى قوة اعلى من قوته لانها تحدث فى نفسه و بدنه تلك الاثار العظيمة "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ "
فما عسى ان تكون هذه القوة ان لم تكن قوة ملك كريم ؟