في البدء اشير الى ان الالحاد بالمعنى الروماني، والاسلامي، الذي تفضلت بذكره، لايعني بالضرورة تطابقه مع معنى الملحد كما ينظر هو اليه، حيث ان المعنى الذي تفضلت انت به هو المعنى من وجهة نظر اعداء عقائديين. الالحاد بموضوعية يعني ان المرء لايقبل إدعاءات المدعين الا ببرهان حاسم، وبالتالي فهو " إنكار وجود" من وجهة نظر اتباع الاديان، في حين هي عدم القدرة على تقديم برهان من وجهة نظر رافض الايمان.

إن محاولة تصوير الامور وكأن عدم الكفاية نابعة من الذي لم يقبل " الايمان"، هي محاولة ذكية وحيدة الجانب ومنحازة قد تمر على البعض، في ذات الوقت تخفي موقف الطرف الاخر عن فقدان البرهان. واشارتك الى المصاعب القائمة على الجهل لدى المؤسسات الدينية يعترف على استحياء بواقع الحال.

اقتباس:العامل الأساسي والمحفز للفعل الحضاري عبر التاريخ (أقصد الدين بتعريفه العام والشمولي).
إن ظاهرة الأنبياء والرسل ظاهرة موجودة وحقيقية لا أحد يستطيع إنكار وجود الأنبياء والرسل، وفعلهم ومدى تأثيرهم على الناس والمجتمعات. هذا يوحي بمدى قدرة هؤلاء الأنبياء والرسل، وإمكانياتهم وقدراتهم العقلية وصدقهم، لقد كانوا صادقين حتى استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه. إذاً نحن أمام ظاهرة حقيقية تاريخية هي ظاهرة الدين التي تبدأ مع شخص النبي وتنتهي بموته. هذه الظاهرة الحقيقية لا يمكن تفسيرها والاستدلال عليها عقلياً (منطقياً).

ملاحظة : استخدمت كلمة عقل هنا كثيراً وأنا أقصد بها المنطق وأسلوب التفكير، وليس العقل بمفهومه العام.

وبهذا يقع على عاتق أصحاب الفكر الإلحادي الإتيان بإثبات علمي على عدم وجود إله.

بدأت بالتحضير الموجه لتمرير تعبير " الحقيقي" من خلال الاسقاط عن الارقام الحقفيقية لتصل بنا الى ظاهرة حقيقية. ان تستخدم تعبير " ظاهرة الانبياء والرسل ظاهرة حقيقية موجودة و لااحد يستطيع انكار وجود الانبياء والرسل"، هو حقيقي فعلا، بمعنى ان هناك اشخاص حقيقيين قاموا بتقديم انفسهم على انهم رسل وانبياء، ودليلهم كان كلمة شرف. هذا السلوك كان ظاهرة تاريخية انسانية نشأت في مرحلة تاريخية محددة من تطور المجتمعات البشرية وليس على مدى تطور المجتمعات البشرية. بهذا تكون ظاهرة ظهور مدعي النبوة والرسالة والتنبوء هي الحقيقية وليس " الرسالة"، وهي ظاهرة ، على العكس مما تدعي، يمكن تفسيرها والاستدلال عليها عقليا ومنطقيا. في هذا الشأن يمكن مراجعة موضوعي " تفسير الاديان من وجهة نظر بيلوجيا التطور"،
وموضوع " دور بناء المنظومة العقلية البشرية في السعي للايمان".

واخيرا، ان كون العالم المادي هو احتمالي، فهذا يعني انه غير قابل ان يكون مسبق الصنع، وبالتالي يتناقض وجوده مع وجود " مصمم".

ان عنوان موضوعك يذكرني بالمثل السعودي القائل: عنزة ولو طارت