تحية طيبة الزميل العزيز مواطن عالمي

المسألة ليست كيف أحب أن أرى الأشياء. المسألة فلسفية مرتبطة بنتائج علمية واضحة لا لبث فيها. فإذا انطلقنا من تفسير كوبنهاغن لميكانيك الكم وهو تفسير يتفق عليه غالبية العلماء.فإن ميكانيك الكم قد أطاح بالحقيقة الموضوعية.

الحقيقة في ميكانيك الكم غير موضوعية مرتبطة بالراصد. الراصد يسهم في هذه الحقيقة، وهو من يأتي بهذه الحقيقة الى الوجود. وهنا يطلق العلماء على فعل الرصد فعل الخلق. أي بمعنى أن العالم يخلق يأتي الى الوجود عندما نقوم برصده. هذا الكلام واضح في عالم الذرة.
أما في عالم المحسوسات فإننا نجد الموضوعية قوية والعالم يبدو موضوعياً ، يعود ذلك الى صغر ثابت بلانك. يجب أن لا ننسى أننا مصنوعون من ذرات وإلكترونات وان قوانين ميكانيك الكم هي التي تتحكم بنا.

أحب أن أشير الى أن الكثير من المفكرين الدينيين يستخدمون الحتمية والسببية للدلالة على وجود الله ، رغم أن الحتمية والسببية ستقود الى عكس ذلك. والكثير من الملحدين يستخدمون نظرية الكم لاإنكار عدم وجود خالق. كلا الطرفين يقومان بذلك عن غير دراية كافية في الفلسفة ونظرية الكم. يعود ذلك الى اسلوب ونمطية ذهنية واضحة تحاول قولبة المفاهيم والأفكار.

فالفلسفة والعلم بالنسبة الى الكثير منا في عالمنا العربي مجرد لغة نحاول اللعب بمفرداتها كما يحلو لنا.

تحية وشكراً لاهتمامك بالموضوع