تحية طيبة الزميل العزيز طريف سردست
سأحاول أن أناقش ردك أولاً، ومن خلال هذه المناقشة ستتضح الأفكار التي أوردتها في الموضوع الرئيسي.
لقد أوردت عبارة "هي محاولة ذكية وحيدة الجانب ومنحازة قد تمر على البعض" من الواضح والمقصود منها أنني أقوم بالتلاعب بالأفكار بطريقة ذكية. هذا يؤدي إلى التشكيك بالموضع وعدم مصداقيته. وكذلك العبارة "بدأت بالتحضير الموجه لتمرير تعبير الحقيقي " وكأنني أبيت النية مسبقاً.
ولكن ما تفضلت به من عبارات تحاول التشكيك بها بالموضوع الرئيسي، يؤكد بدوره كلامي حول أسلوب التشكيك الذي يتبعه الإلحاد في بناء معتقده. وهو أسلوب مشابه لأسلوب الخطاب الديني القائم على التشكيك بالحضارة الغربية وانجازات الغرب الحضاري والعلم. وهكذا تبدو كملحد أصولي يحاول دخول الموضوع بحزام ناسف لتدميره.
إذا بدل من مناقش الفكرة نحاول دوماً التشكيك بها.
إن تعريف الإلحاد الذي أوردته في موضوعي تعريف علمي متفق عليه. والإلحاد يقوم على الإنكار، وهذا يعني كمثال بسيط إذا لم يكن لدي إثبات أن الأرض كروية هل يعني هذا أنها مسطحة؟ هذا خطأ، يجب أن آتي بإثبات على أنها مسطحة. أو آتي بدليل أثبات على انها غير كروية. إذاً عدم وجود دليل أثبات، وهذا منطقياً وفلسفياً (إذا كنا نريد التكلم بالفلسفة) لا يعني أنه دليل إنكار.
إذاً ليرينا الإلحاد دليل أثباته العلمي أو المنطقي على عدم وجود خالق. لا تجود فلسفة للإلحاد ولا توجد نظريات فلسفية حول الإلحاد. هناك الفلسفة المادية التي تبناها الملحدون –المادة هي أساس الوجود- عندما نسأل الملحد في الوقت الحاضر ما هي المادة؟ لا يستطيع الإجابة، لا توجد حتى الآن نظرية علمية عن المادة. هذا المفهوم موجود فقط في عقولنا.
أما بالنسبة إلى ظاهرة النبوءة والأنبياء! لا أحد ينكر هذه الظاهرة ! وكيف يمكننا أن نفسر أن هذا الشخص النبي يرسل له الرب رسائل ويأمره بأشياء، وينزل عليه الكتب والآيات. هل يمكن تفسير هذا منطقياً. أي إنسان يتكلم بأقل من هذا يوصف بالجنون. هل الأنبياء مجانين؟ أم قادة عظام صنعوا التاريخ والحضارة!؟ أحب أن أخبرك بأن ميكانيك الكم له تفسيرات محددة في هذا الموضوع تصب بفكر الخالق؟! الوقت لا يسمح بالتفصيل ربما في مواضيع قادمة.
إن فكرة الخالق التي احاول طرحها ضمن مفهوم ميكانيك الكم فكرة علمية، تستند الى مفاهيم علمية واضحة، وهي بعيدة كل البعد عن مفهومها الديني. فكرة الخلق أو الخالق تأتي من العلم هذه المرة.
وأحب أن أضيف هذه العبارة "عنزة ولو طارت" إلى بقية عبارات التشكيك، وأقول : "بلسانهم لا بلسان غيرهم"
مرة أخرى تحية طريف سردست وشكراً للإهتمام.
على دروب الكلمة الصادقة نلتقي
المخلص دوماً
خلدون محمد خالد