صحوة حب ممطرة

لم يبق الكثير لأحلق من أجله ..... لم يبق سوى رفات النفس و بعض صيف عابر لم يبق الكثير أيتها النفس كي نجول حوله
لم يبق الكثير أيتها النفس لكي يكسروك مرة اخرى لكي يهشموك آلاف المرات ...لم يبق شيء فقط بقيت أنت أمام مرآة النفس تقرأين الصحو الغابر و الصحو المفاجىء و معجما يريدونك أن تكوني حروفه حتى لو لم يناسب جسدك البعيد
يريدون منك الكثير هل فكروا لحظة ماذا فقدت لم يفكروا ...بتاتا
لم يفكروا كيف فقدت عذرية روحك و كيف بعثرت رفاتك بعيدا ...كيف نأيت به بعيدا كجندي مجهول روايته اليأس و أحلام عابرة
ماذا أبقوا لك في كأسك أيتها النفس ...هل فرحوا لحزنك...هل رقصوا بعيدا لانك لم يبق لديك سوى رفات الخوف تحومين حوله كغجرية لا تعرف مستقرا لها
ليست كل الأنغام تناسب روحك المتعبة ....يسألونك ماذا خسرت ...ماذا سلبك الزمان ...سأجيب أن الزمان سلبني نفسي و روحي
من يعيدها إلي أيها الخوف ؟ من يعيد إليّ وجهي المتعب و بعض حروف نقشها اللون على جسدي
ليست عذرية الجسد من فقدتها ...لكني فقدت عذرية الروح و اللون و الذاكرة ... أصبحت روحا تهيم دون صاحبها ...لا تتردوا إليّ فأنا في حانة الغيب أبيت وحيدة
يأوي إليّ مطر المواسم و بضع حروف هلعة و فجوة شجن سماوي لا تعرف مستقرا لها ..
لا تهمني الألقاب ..لا تهمني الأسماء فانا جرح بلا مأوى ........تسألني أين نسيت نفسي و أين فقدتها ...هناك زمن سلبها مني ...هناك مواقيت لا يعرفها المارة ..كنت تعرفها لكنك سلبتني إياها لست شهوة جسد أو صيف عابر
أنت شهوة لون يبقى طول العمر..أنت شهوة لن تغادرني

لم يهطل المطر على جسدي و لم تبرعم كزهرة برية على جسدي حتى طيور الحقل و طيور اليباب نستني
لم يحلق على صدري ظل نجمة أو فضاء مسافر كيف اعتليت الأمس و الحاضر لا أعرف كيف حلق الأمس حولي
كيف واجهت الصحو و كيف حلقت من دونك
لا أعرف كيف هطل الصحو و كيف بكيت فوق جثماني العابر
لم يحدث شيء في قارعة الطريق المؤدية إليك لم يحدث شيء سوى أني بكيت وحيدة
لا أبلغ شيئا و لا أدرك شيئا و لا يقتات ظلي أحد و لا أقترب من أحد و لا أقتفي أثر أحد ...
الصمت و اللذة عتمة و شهقة مكان في اندلاع الحروف ....رقصة تتمرد على ذاتها و جسد يتلوى في حرف الربيع
لا بأس أن نكتب رواية لا يعترف بها الغيب فأنا هنا و أنت هناك و النسيم بيننا يتأرجح
خشبة كبيرة تتوسطها نفسي ...و ظلال كبيرة تؤرقني .........الليل والأمس و ظلال غريبة و حجرات أمل مسكونة بنا
الليل يتأوه و أنا أتأرجح و لا شيء يبقى سوى الصمت و اللذة و اندلاع حروف المدينة
أكتب لاندلاع اللغة في جسدي و ليقين هاجر و لم يعد ...لكنه يتأرجح و يصبو إليّ يدنو مني ... ليل و مدينة و كاحلي يتأوه حين يطأ أحلامي البالية ...هناك تتمدد الشمس في أحضان العتمة هناك أحاول أن أسترجع نبضي لا لشيء فقط لأقول أني أتفجر أنوثة ...و أني لا زلت أتقاسم رغيف الشمس مع الريح لا زلت أؤمن برائحة الرغبة و بأن لا بد لي من موت آخر أحيا به
أتفجر خوفا أتفجر موتا و لا أدري متى يحين حطامي...أتفجر حنينا و قوة لكني امرأة تهشم اللون و تمحو آثارك عن جسدها أنا امرأة تمحو ضباب يديك و تصلي ألا تعود .....لأني سأحيا على ظل و ضوء شمعة لا يدنو مني
أهوى ضوء القناديل التي تفتك بنا
أهوى الكتابة التي تهملني ...كخيط مهجور قد يقطعه ضوء محايد ...فالكتابة سر محايد يمتهن نفسه و لا يبوح بسره للغير
الكتابة فكرة تسرق أنفاس صاحبها و تتسلق أحضانه ...الفكرة طفلة ترمي لك الفتات لتبتكرها ...
من صحوة موت مفاجىء قررت العودة و أن لا أخطو خارج السطور و أن أنمقها كما أنمق أظافري و أن أطليها بلون شفاف أرى منه الأمس و الحاضر و المستقبل العابر
لم أعلم أن هناك شفاها تتلاصق و تتقاذفها أمواج النسيان لكني كل حقبة أفرغ حقائبي و أرميها على أصداف المارة
هكذا أرتاح و أرتاد حانة الحاضر هكذا بت أقطع تذكرة دخول الحاضر.. دون اعتصار ألم اللحظة ...أمواج كثيرة تطلي حائظ الرغبة بموت مفاجىء
بداية الصحو أن تمتلك ذاكرة بكرا و أن أعلقها على نبضي...أن أعلق لهاثي على مشجب الأيام
ليت الكلمة تنضج في وريدي و تبرعم كزهر نيسان و تسقط في الخريف كظل يافع أدرك ذروته
ليت الخيال يعود إليّ كحقبة شردت و لم تغادرني و لم ترمي بهشيمي إلى التلال الغابرة
ليتني أتبرج بالورد و النار و ببقاياك الآثمة , لم أكن أعلم أن بقاياك تتشرب الخوف
ذاكرتي قنبلة موقوتة فارغة تشتعل بالخوف فقط تثمر في نيسان كي تزهر خرابا و طيور أرق ترفرف فوق جفنيّ
لم يبق الكثير لأتغنى به ...لم يبق سوى ذاتي القليلة كناسك متقشف يلتحف النجوم و ضوء القمر و يغفو على أقدام الليل ..
أنتظر الآتي و لا يأتي ...أنتظر اللون و الذاكرة ...أنتظر نفسي في صحوة حب ممطرة

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني