(07-04-2009, 02:38 AM)إبراهيم كتب:  

اقتباس:ويكشف أن هذه الأبجدية الجنوبية اليمنية، العمودية الحروف (1200ق.م) تحولت إلى الأفقية عبر بناتها الشماليات: الثمودية واللحيانية والصفوية (800ق.م-100ق.م) فضلاً عن تضمنها حرف الضاد (ض) الذي تسمت العربية باسمه.

هنا ربما يجوز لي أن أسأل:

أين هي مخطوطات العرب بالخط الشمالي والنقوش الشمالية؟ في الكتابات الجنوبية نجد الكثير والكثير. لكن في الشمالية لا يحضر لذاكرتي شيء. وثائق أهل حمير المدونة أغلبها بالخط السرياني الغربي وهذا خط أرامي لا عربي. وجود حرف الضاد ليس ببرهان على أي شيء. ما بين الضاد والصاد والطاء هناك تقارب وما كان ضاد في وقت ما أو في قبيلة ما كان صاداً في قبيلة أخرى؛ والأمر ذاته أراه ينسحب على الشين والسين. تسمية العربية بالضاد ربما كانت حديثة العهد ومن اختراع النحاة ولكن حتى الآن في الجزيرة العربية فالضاد والظاء متبادلان في اللهجات مما يدل على تبادلهما في أصل اللغة.

وأسأل سؤال آخر: ما الداعي على حكر العربية لتكون إحدى بنات الجنوبية العربية ولا تكون هناك مصادر أخرى كالآرامية مثلا؟ أليست كلها في الأصل لغة سامية واحدة وتفرعت هذه التفريعات؟ توجد وثائق عربية كثيرة عند عرب الشمال في النبط وبخط آرامي لا جنوبي! ما الداعي للمكابرة وعدم الإقرار بالمنبع المشترك الرابط للعربية مع الآرامية أختها؟ هم مستعدون على أن يقروا برابط الصلة بين العربية الجنوبية والعربية الشمالية ولكن العربية والفينقية لا! والعربية والآرامية لا! أليست هذه مكابرة عربية؟

تقول النبذة عن الكتاب ما يلي:

اقتباس:ويزين الباحث صفحات الكتاب بمئات المخططات والجداول والرموز ونماذج الخطوط الدالة والشروحات الوافية، والمصادر والمراجع والفهارس العلمية، ما يجعل الكتاب موسوعة صغيرة تحقق وتبحث وتجتهد بأشكال الكتابة الخطوطية العربية وتطورها عبر العصور، وهذا ما جعل الجامعة اللبنانية -كلية الآداب تنوه بالبحث، وتوصي بنشره في منشوراتها.

يعني هذا أننا - على الأرجح - بصدد "كتاب علمي أكاديمي" يحاول تقصي الحقائق واستخلاصها، ولسنا أمام "كتاب أيديولوجي" يسعى إلى المناورة والمكابرة لإثبات ما في نفس كاتبه قبل أن يباشر بحثه. لذلك يا "برهوم"، ما دمت مهتماً بهذه البحوثات اللغوية، ما رأيك أن تشتري الكتاب وتقرأ ما يقول قبل أن تطالعنا بنقدك له واتهامك لصاحبه بالمكابرة وأنت لم تقرأ النص بعد؟

أن تعلن استغرابك لعدم موافقة الكتاب ما تعرفه لهو أمر جيد وطبيعي جداً. ولكن أن تقوم بتساؤل متهم (بكسر الهاء) وأنت لم تقرأ الكتاب بعد فهذا ليس من الموضوعية في شيء. خصوصاً، كما قلنا، أن الكتاب لباحث جامعي تشيد كلية الآداب بعمله وتحقيقاته.

واسلم لي
العلماني