شكراً على ردك اللطيف المهذب الجميل يا أخ حميد الدين.

المسألة ليست مسألة مسلم ونصراني. هذه اعتقادات وفي باطن الناس. نحن نتكلم عن أزمة واقعة ولها أصداء كبيرة ويدفع ثمنها الأبناء والأحفاد في الجيل الحاضر والأجيال القادمة.

ضع نفسك مكاني.. يمر بك مجموعة من الرهبان البوذيين والبسمة تعلو وجوههم. تترك طعامك في المطعم وتجري إليهم وتسعى للتعرف بهم. أنتم بوذيين؟ يجيبون بابتسامة ووجه منشرح: نعم. يسألوني: تعرف بوذا؟ أجيب نعم أكيد أعرفه. أعرف بوذا وأحبه جداً. يضحكون ويغمزون بأعينهم ويقولون لي وهم الرهبان البوذيون: "تعرف بوذا؟ الرجل المكلبظ كـ الجيلي؟ chubby man like jelly? "

أتعجب من أريحيتهم وأنهم لا يخشون على سب مقدساتهم وأنبهر بسعة صدرهم وأضحك معهم وتظل ترن في أذني كلمة the man like jelly أي الرجل مثل الـ جيلي.

وأسأل نفسي: لماذا نحن كعرب ومسلمين معقدين بهذا الشكل؟ ما المانع أن نكون مثل هؤلاء البوذيين! تأكلني الغيرة وأتمنى لو لم أولد لا مسلماً ولا نصرانياً ولا حنيفاً مسلماً ولكن بوذياً في جمال هؤلاء الرهبان البوذيين وأريحيتهم وأن الجميع ينجذب إليهم. قلت لك إني أترك طعامي وأترك ضيوفي وأجري إليهم كالطفل فرحاً برؤياهم.

هل يأتي يوم ويرى الناس فيه المرأة المسلمة بوجهها وأريحيتها ويهرولون نحوها مثلما فعلت أنا مع الرهبان البوذيين؟

البوذي لا مانع عنده أن يقول لك بوذا الرجل المكلبظ مثل الجيلي الملهلط.

وعندنا من يرسم مجموعة رسوم كاريكاتيرية تطير رقبته فيها.

يا عزيزي هي ليست قضية مسلمين ونصارى. القضية أننا عرب وكلنا عقد. لم نصل بعد لأريحية هؤلاء الرهبان البوذيين الذين لأجلهم تركت طعامي وضيوفي وجريت إليهم كالطفل متهللاً برؤياهم.