اقتباس:إبراهيم من تحدثتُ أنا عنها ووصفتها بالصديقة هي صديقة وإنسانة بما تعنيه الكلمة ، عن صدق وصفك لها بالجـ... جرحني جدًا ، أرجو ألا تكرره مرة أخرى ، فمنذ سنين خلت لم أقابل إنسانة أنحني لآدميتها مثل هذه الصديقة النقية التى لا تتمهيص مع المتمهيصين مهما كان الداعي .

صديقي يجعله عامر:

يؤسفني كثيراً أني تسببت في شعورك على هذا النحو. ولكن ضع نفسك مكاني يا "يجعله عامر"... بأي حق هي تجلس على مقعدتها وتصدر أحكام بحق هذا وذاك ممن يتركون الإسلام؟

ما الفارق بيني وبين حجازي يا "يجعله عامر"؟ هل خطر ببالك أننا الاثنين مرتدان عن دين محمد وارتدادنا عن هذا الدين سبب لنا المتاعب والصعاب ما لا سبيل لي إلى عده وحصره و.....بعد ذلك تأتيك واحدة...واحدة قبطية مبطوطة على ط###ا وتقول لك هذا يقرفني وذاك لا يقرفني؟ أين الإنسانية؟

هل هي تملك الحق لإصدار أحكام قيمية بحق الآخرين والحكم على دوافعهم ونياتهم يا "يجعله عامر"؟

أهذه هي إنسانيتها؟

اقتباس:هناك فرق بين أن تبحث عن سبوبة للعيش ، وأن تصل ببحثك لما قنع عقلك به وارتاح ضميرك إليه ، هناك فرق بين أن تغرف من صحنٍ الكل يغرف منه لأنك جائع ، وأن تتعب نفسك في طهي طعام تشتهيه منذ سنين ..

أولاً: تقع يا صديقي في نفس الفخ الذي يقع فيه الكثيرين هنا بقولك "سبوبة عيش". من قال لك إن من يتحول لهذا الدين لذاك يبحث عن "سبوبة" عيش؟

ثانياً: هب أنه يبحث عن سبوبة عيش؛ ماذا يضيرك وماذا يضيريني؟ كل إنسان حر. كل إنسان وله ظروفه. أعرف أميركيون وأميركيات كثيرات يعتنقون الإسلام وأنظر لهم/ لهن الآن بنظرة انبهار وشيء من التقدير لتجربتهم. كل إنسان حر يختار ما يختار ولكن نحن لسنا أحرار لنطعن في دوافعهم لهذا الاختيار أو ذاك.

بسهولة كدة تقول "سبوبة عيش"؟

وافرض سبوبة عيش. هو حر. لم يضرك حتى تقول إنه يقرفك أو يقززك أو ما شابه من ألفاظ جارحة لا تليق بآدمية الإنسان.

الموضوع بسيط جداً يا "يجعله عامر". إنسان قرر لأول مرة أن يختار دينه. لا أحد فينا يختار دينه. من حق المسيحي أن يقول لنفسه إنه لم يختر المسيحية وآن الآوان له ليختار ما شاء من الأديان سواء كانت الإسلام أو غيره دون الطعن في نواياه/ نواياها. في البار اليوناني قالت لي فتاة يونانية إنها لم تختر المسيحية ولكن أبويها قاموا بتعميدها. شعرت بشفقة كبيرة تجاهها وتضامن قلبي معها. هي لم تختر المسيحية. أهلها عمدوها وفرضوا عليها معتقد لم تقم هي باختياره. من حقها أن تختار أن تكون أي شيء في الوجود وتكون كيفما تريد أن تكون.

اقتباس:متشغلش بالك بحجازي ، حجازي عيل مبعبص مش زيك انت مثلا قارئ ومقارن وطلع على الأديان واختار دينه بعد عناء ..

بشكل أو بآخر كلنا "مبعبصين" يا غالي. هذه هي البشرية وهذه هي أوجاعهم وتظهر نفسها بأكثر من مظهر. كلنا شاربين من نفس الكأس. كأس المعاناة الإنسانية وأقول الإنسانية على وجه الإطلاق.

مش قضية عندي إن فلان يستنصر يا "يجعله عامر". القضية هي ترك الناس وشأنهم. أنا مثلا في المكان الذي أعيش فيه.. هل المسيحية مثلا مقطعها بعضها معي؟ هل أنا فعلا أنعم برؤية أهل الكنائس ومجتمع الكنائس وعقليته اللي ما شاء الله؟ مش قضية مسيحية ولكن قضية حقي كإنسان أن أكون مومس إن شئت دون أن يقوم المجتمع بإملاء إرادته على حاضري ومستقبلي.


نهارك ورد يا أمير.