(08-02-2009, 02:46 AM)special كتب:  ان تتحدث عن مجتمع تقبل الآخر فيه قريب من البديهيّة وحكومة تحفظ الحريّات وتنادي بها.. وأميركا فيها من كل الأجناس والأطياف والأديان والقوميات .وبأعداد كبيرة .. بينما أنا في وسط شعب محافظ .. سواء مسيحي أو مسلم .. واللادينية والإلحاد أمر منبوذ وغريب .. والأفكار التنويريّة والمختلفة عنهم .. تزعجهم وتوقظ أمور في انفسهم لا يريدون أن تستيقظ ..

قد يبدو سؤالي التالي كليشيه و لكني أعنيه، هل حاولت البحث عن الجانب المشرق للامور؟ حين نعجز عن تغيير امر لا نحبه، فالحل الوحيد هو البحث عن الزوايا الايجابية له. و هناك دائما زوايا ايجابية. مثلا اذا لم يعجبني طعامي يوما، أتذكر أن هناك بشر على هذه الارض يموتون من الجوع كل يوم. و اذا تذمر أحد من عمله، أذكره أن الملايين اليوم يبحثون عن عمل و البعض يعملون في اشغال لا يطيقها البشر لكسب لقمة العيش.

الدينيون يعيشون يومهم بالصلوات و التعويذات. أنا شخصيا أعيش يومي بتذكير نفسي بمفاهيم و مبادئ كالذي ذكرته أعلاه لتساعدني على العيش. كلها مبادئ يمكن التوصل لها عقليا و منطقيا، و بالتالي "اعتناقها" و تدريب العقل على العيش بها. كما ان هناك الذكريات الجميلة التي اكررها في ذاكرتي كفيلم الفيديو!

هناك بروفسور يهودي اسمه Frankl اعتقله النازيون و وضعوه في السجن. أخذوا منه كل ما له، و حتى الكتب التي كان يتسلى بها أخذوها منه، و وضعوا عليه ضغطا كبيرا حتى يكسروا وجدانه. فجلس مرة بجانب الحائط في الزنزانة و صال يتخيل في عقله انه في الجامعة يلقي محاضرة على الطلاب، و صار يتخيل الطلاب يسألونه أسئلة و هو يعالج الموضوع و يخوض في جوانبه، و هكذا صار يلقي المحاضرات في كل يوم في مخيلته، مما بعث في نفسه السرور و صار يبتسم هو بينما حراس الزنزانة الالمان يتعجبون من أمره. و قد كتب فيما بعد بأنه و إن سُلب من المرء كل شيء، يبقى له فكره و هو أمر لا يمكن أن يسلبه أحد منه، و هو أمر يبعث على السعادة بحد ذاته.