أنا لست دكتورة يا زميلي هيفايستوس.
الزميل على نور الله
ألا يحتمل أن يكون المؤمن أمثالك متقوقعا و متمسكا بأطره القديمة رافضا مفارقة his comfort zone و لو على جثته? و ما الهجوم على الملحدين الا دفاعا عن تلك المنطقة و تلك الاطر و المفاهيم و الافكار؟ أليس على كل طرف محاور أن يهجر اعتقاده اليقيني بملكيته للحقيقة المطلقة و ينصت للآخر بغرض الفهم و الاستيعاب العميق و الدقيق واضعا نصب عينيه أن الآخر ممكن أن يكون على حق؟ هذه أولى بديهيات الحوار و ليتك تعيد قراءة الصفحة الاولى و ألف باء الحوار بتأني.
انظر كيف تتهم الملحد بناء على أطرك الفكرية الخاصة و التي تلبسها ثوب اليقينية:
اقتباس:الانسان تهرب من التزاماته الايمانية و تبعاته العقائدية بالالحاد و لكنه تصادم مع مسالة النظام الدقيق الكونى و الذى يحتوى على نظم ادق و هكذا فهو نظام متناهى فى الدقة
هذه رؤيتك الخاصة فالملحد لن يتهرب بل لم يقتنع بما لا يمكن الاحتكام فيه الى المختبر و الempirical evidence. "فان كنا لا نصدق وجود سانتا كلوز فكيف نصدق وجود كائن وهمي آخر هو الله" كما قال بل ماير في احد افلامه الوثائقية؟ أليس المؤمن هو من يصطدم بتناقضه هنا؟ هذا مثال و أرجو ألا يحرف الموضوع الى وجود الله من عدمه. ثم ان قولك ان نظام الكون متناهي الدقة لا يوافقك عليه الملحد الذي يرى الزلازل و البراكين و ملايين الجياع في العالم.
اقتباس:و هذا النظام لا يمكن ان يكون عبثا
هذة وجهة نظرك أيضا.
اقتباس:فتحايل الملحد على نفسه بتفسيرات متناقضة و واهية الى ان وصل الى مرحلة رفض فيها مسالة نظام الكون و اعتبره عشوائيا
ما دليلك على وقوع "التحايل"؟ أليس هذا تفسيرك "الخاص" لسلوك المعرفي أم استندت في ذلك الى معطيات "علم" النفس؟
و هل المتحايل هو من يحتكم للفكر العلمي و يرى انجازاته أينما ولى وجهه في هذا العالم أم المتحايل هو من يكذب عينيه و عقله و حواسه و لا يملك دليلا علميا على صحة على معتقداته؟ أيهما يا ترى؟
ألا يمكن أن تكون أنت المتحايل و تحاول "التهرب" فتلجأ ل "الاسقاط النفسي"؟ و تهربون الى اعماق التاريخ و ترفضون منجزات الحضارة و تكفرون و تدمرون و تقتلون؟ ألا يمكننا أن نسمي هذا هروبا من الاعتراف بالعجز الفادح عن مواجهة التحديات المعاصرة و اللحاق بالمجتمعات المتقدمة؟
اقتباس:و هذا دليل انهم يؤمنون بالغيبيات التى لا تلزمهم بشئ و لا تفرض عليهم التزاما اخلاقيا
يعنى الغيبيات اللى ببلاش
ألا تعتقد أن الاخلاق و الالتزام الاخلاقي أمور نسبية؟ أنت تحكم مرة أخرى على العالم منطلقا من أوهام "كهفك و قبيلتك" ( كما يسميها هيوم و ليست شتيمة) و كأنما معتقداتك هي المعيار المطلق. فما تعتبره أنت أخلاقي قد يكون لاأخلاقيا عندهم و يعاقب عليه القانون. و ما يعتبرونه أخلاقيا تعتبره أنت العكس. و لكن انتبه الى ان لكل طرف مقدماته و مبرراته لموقفه.
و بناء على أي مقياس قررت ان غيبياتهم "ببلاش" بينما غيبياتك قيمة و ثمينة؟ أليست كلها غيبيات في نهاية الأمر؟
باختصار: طالما الحوار غير قائم على قاعدة "ربما يكون الآخر على حق" و طالما المحاور يرى في نفسه "أنا ربكم الأعلى" و عندي اليقين المطلق فالحوار محكوم بالعقم و الفشل من أوله.