كلما سمعت عبارة ان مش عارف مين "اعطي المرأة حقوقها" ، كلما فار الدم في عروقي.
لان القائل يعتبر ان المرأة كانت بدون حقوق ثم اتي شئ ما "فاعطاها " حقوقها.
والحقيقة ان الحقوق هي اصيلة للمرأة اعطاها اياها الله بمجرد ان خلقها ، لا تحتاج احدا ان يعيد اعطائها اياها
العبارة تدل علي النفاق : فهي تلمح لان القائل يظن ان المرأة ليس لها حقوق قبل الاسلام او بدون الاسلام ، لكن الاسلام اتي بكرمه فاعطاها مالم يكن معها منذ البداية!
عندما تقرئ للفلاسفة الانسانيين فانك تشعر انهم يرفعون الانسان بعلاقة مع الاله مباشرة (الله بمعناه الروحي او الطبيعة عند غير الروحانيين) ، الانسان بمجرد ان يوجد فهو/هي "مستحق" وهو/هي "حر" بدون اي تعقيدات اضافية .
لم نسمع ابدا ان اي اتجاه فكري او دين او حتي دولة قد "اعطت للمرأة حقوقها" لان هذه الحقوق هي ضمنية وهي اصيلة للمرأة والجميع يعرف هذا ، القائل والمستمع .
ربما التعبير الصحيح الذي ينبغي قوله هو ان الاسلام "لم يسلب المرأة حقوقها" ، فهكذا يعترف القائل ضمنيا ان للمرأة حقوقا اصيلة وان الاسلام لم ينكرها اياها ويبتعد عن لغة المن.
اما العكس ، او ان الاسلام اعطي للمرأة حقوقها فهي عبارة تسبب فوران الدم بالفعل.