اقتباس:حقيقة أن الغرب وبالفعل وداخل حدوده على الأقل أنتج واحدة من أكثر مجتمعات الأرض تحررا
هنا بيت الداء العضال و المنيل بستين نيلة!
حين أحتكر الحرية لي و ألعن سنسفيل أبو اللي خلق الآخر .. فهل هذه حرية حقا و تتفق مع "تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخر" أو تتفق مع "تعميم الفعل لاختبار أخلاقيته"؟ فلو عممنا ما يحدث لانتهينا الى قانون الغاب و الكبير يفترس الأصغر و هذا هو الحاصل. "على الأقل" رغم أنها بدت جملة معترضة الا أنه لا بد و لا مناص و لا مندوحة من ايرادها للتغطية على تزييف الوعي ببتر المفهوم من سياقة الاجتماعي و السياسي و مقولات الهيمنة و ضحايا التنوير و الحداثة كما يفهمها البعض مبتورة من جانبها المظلم و الدموي.
الحرية one package فاما ان تكون حرا هنا و هناك و لك و لغيرك و الا فلست حرا بل متناقضا و مزدوج المعايير و المكيال .. بل أنت دموي مثلك مثل الظلامي الذي تهاجمه و مثل محمد الذي احتكر "السلطات الثلاث" كما ورد (و كأنما في ذلك العصر كان هناك مفهوم الدولة و البرلمان و تداول السلطة عند أعراب صحراء القحط و الجفاف).
ما الفرق بين أمريكا و محمد؟ هذا تغول و غزا قبل خمسة عشر قرن و هذا تغول و استعمر و يقتسم العالم في عصر الجينوم و الفضاء و الحداثة وو ووو. فلماذا محمد دموي و بوش رومانتيكي حين أكون أنا الضحية؟ ماذا يخدمني التمييز بينهما و -على الأقل- هذه؟ هل هي شهادة للسيد بأن أحسن صنعا في بيته و أنا حماره المربوط خارجه؟؟
محمد أعطى حرية من نفس المنطلق الذي تعطيه أمريكا في الداخل. انت حر ما دمت تتبعني و تتيح لي ركوبك!
خذ مثالا: رغم كل ما تسمعه من تكرار لعولمة العالم و تحرير التجارة و تحرير رؤوس الاموال و تحرير الايدي العاملة و و لكن كم فرد في العالم الثالث يحصل على فيزا و ينتقل لأمريكا بسهولة؟؟ بينما الامريكي مرحب فيه و يتمتع بالتمييز و الافضلية في دول محور الخير و غيرها؟ محمد أيضا فاضل بين الناس على أساس "التقوى" و التبعية له؟
اقتباس:من وجهة نظرى الشخصية فالإسلام والحرية ضدان لايجتمعان
الاسلام و الحرية كلاهما مفاهيم نسبية و متغيرة بتغير الزمان و المكان. فاسلام السلفيين اليوم ليس اسلام مجالس الخلفاء التي كانت تضم اطياف شتى من الجنسيات و الافكار و الميول اضافة الى الخمور و الموسيقى و العربدة و الانترتينمنت اياها. و لذلك حصل التقدم و تحقق القول "فمزيد من الحرية يعنى مزيدا من التقدم".
اقتباس:فاننا مازلنا لا نفهمها ونرددها ككلمة كبقية الكلمات التي نعرفها ولانعرف معناها
هل المطلوب من شعوبنا أن تردد و تفهم و تتبنى ما ينتجه أو ما يروج له الغرب؟ أليس هذا استلاب و اسقاط لخصوصية تاريخ و ثقافة هذه الشعوب من الحسبة؟
أنا وحدة من الناس سأعتبر نفسي حرة و سعيدة لو حكمني ديكتاتور وطني و كنت مخيرة بين حريتي الشخصية و ضرورة بناء "دولة" مستقلة سياسيا و اقتصاديا. فالأولويات كما أراها لا تتقدمها حرية الجينز و الفودكا و مايكل داتسون في حين أن لقمتي بيد غيري يذلني بها! و لعل هذا ما أشار اليه الدكتور ابراهيم غليون في المقالة التي نقلها لنا الزميل حمزة الصمادي حول ايران كتجربة في العالم مستقلة عن التبعية للغرب و لم تتبرأ من تاريخها و خصوصيتها و هويتها. و لعل هذا أيضا ما يجعلني أدافع عن عبد الناصر.
أخيرا:
لست أدافع عن الاسلام و لكني أرى الهجوم عليه مش موضوعي بما يكفي.
ريجاردس جميعا