المشكلة هي أنه لو جاءني مسيحي، ليلومني على إخفاء أفكاري ومعتقداتي خوفاً من الإضطهاد، لما استطعت أن ألومه، لأن مشكلة عدم إنكار المسيح تعد جزءاً رئيسياً من الإيمان، وقد قال الرب في إنجيل لوقا الإصحاح الثاني عشر - آية 8 و 9 :
و اقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله
و من انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله
شكلت هذه العقبة مشكلة كبيرة على المسيحيين الأوائل، خاصة في وقت الإضطهاد في الزمن الأول، وقد كان المؤمن يعرف عندما يقوم بتسليم نفسه إلى سلطات الإمبراطور ويعلن أمام الجميع أنه يؤمن بالمصلوب رباً ، كان الرهبان في مصر على حسب ما يقوله تاريخ الكنيسة القبطية ، يتوجهون زرافات إلى الأخاديد التي حفرت لحرق المؤمنين بالمصلوب.
حتى أن بعض الآباء الكبار من الكنيسة كتبوا مستنكرين هذا السلوك الإنتحاري، وعلى ما أتذكر أن أوريجانوس كان أحد الذين استنكروا مثل هذا السلوك، ولكن للأسف المراجع ليست إلى جواري الآن.
طبعاً كانت هناك فئة كبيرة من المسيحيين الذين لم يحبذوا فكرة الخروج إلى سلخ الجلد وتقطيع فروة الرأس والإلقاء في أخاديد النيران، فاضطروا أن يعلنوا إيمانهم بآلهة المصريين وأن يجدفوا على المسيح اتقاءً للتعذيب.
فاعتبرتهم الكنيسة مرتدين، وحرمتهم من الأسرار المقدسة ، حتى حصلت الكثير من الوساطات ، والتي كان لا بد منها طبعاً ، لأن تلك الأعداد كانت كبيرة بالفعل، فليس الكل مجانين ليفعلوا ذلك، وقامت الكنيسة بقبول توبتهم وعندها برزت مشكلة المعمودية ، هل يتم تعميدهم ثانية أم لا، واستقر الأمر أن المعمودية تتم مرة واحدة فقط، وعودة المرتدين تكون بالتوبة والإعتراف فقط دون معمودية ثانية.
ولكن عندما نأتي إلى الإسلام، فمنذ الرعيل الأول انتبه محمد إلى هذه المشكلة نظراً للإضطهاد الكبير الذي كان المسلمون الأوائل يتعرضون له في مكة، فأعطى رخصة بجواز كتمان الإيمان وعدم الإعلان عنه، بل وبجواز أن يقوم المسلم بسب الله وبسب رسوله ومديح آلهة قريش اتقاء لعذابهم. كما جاء في القرآن ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) ، هذا فضلاً عن ذكر محمد لقصة الرجل من قوم فرعون والذي كان يكتم إيمانه ، ومن هنا تميز الإسلام بأنه مرن في السماح لمن يشعر بالخطر أن يتظاهر أمام المجتمع الكافر الذي يعيش فيه بأنه كافر مثلهم دون أن يورط نفسه كثيراً في إعلان هذا، وكما يقول ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية :
اقتباس:فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وأمرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر
بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه
ولا يخفى على أحد أن العباس بن عبد المطلب عم محمد، أخفى إسلامه سنوات طويلة ولم يعلنه إلا عام الفتح فقط، كما جاء في قصته :
اقتباس:قصة إسلامه ومن الذي دعاه إلى الإسلام:
لم يعلن العباس -رضي الله عنه إسلامه - إلا عام الفتح ، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه ممن تأخر إسلامهم ، بيد أن روايات أخرى من التاريخ توحي أنه كان من المسلمين الأوائل ولكن كتم إسلامه ، فيقول أبو رافع خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أمُّ الفضل ، وأَسْلَمْتُ ، وكان العباس يكتم إسلامه )...
فكان العباس إذا مسلماً قبل غزوة بدر ، وكان مقامه بمكة بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-وصحبه خُطَّة أدت غايتها على خير نسق، وكانت قريش دوما تشك في نوايا العباس ، ولكنها لم تجد عليه سبيلا وظاهره على مايرضون من منهج ودين ، كما ذُكِرَ أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر العباس بالبقاء في مكة (إن مُقامك مُجاهَدٌ حَسَنٌ )فأقام بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم
http://www.islamstory.com/article.php?id=905
أي أنه لم يخف إسلامه فقط، بل طلب منه محمد أن يقوم بدور الطابور الخامس داخل مجتمع أهله وعشيرته من قريش، على أساس أن تلك مهمة مباركة يحبها الله ورسوله، وهي أن يتظاهر بأنه معهم ويعمل ضدهم مع أعدائهم. فهنا نرى أن القيام بدور العميل ليس جبناً ولكنه ( مجاهد حسن )
كذلك مصعب بن عمير الصحابي، أخفى إسلامه خوفاً من أمه ، وكان يذهب إلى محمد سراً حتى تم كشف أمره، فتم حبسه كما تقول القصة :
اقتباس:ان مصعب بن عمير من فضلاء الصحابة وخيارهم ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فبصر به عثمان بن طلحة يصلي، فأعلم أهله وأمه فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة وعاد منها إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى، ليعلم الناس القرآن ويصلي بهم، فكان أول سفير في الإسلام. وقد انتفع به الناس فآمن على يديه كثير من كبار الصحابة كأسيد بن حضير و سعد بن معاذ وغيرهما.
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/Sh...php?lang=A&Id=16433&Option=FatwaId
رغم أن الرجل كان يرى أن آلهة قومه تخريف في تخريف، وآمن بإله واحد، وبايع النبي المبشر بذلك الإله، وأقام كل شعائر الدين سراً ، ولكنه خاف من أمه ، غير أنه لا أحد من المسلمين يعتبره جباناً كونه من أولئك الذين لم يتجرأوا على الإعلان بما يعتقدونه سراً .
وحتى اليوم، هناك نصيحة للمسلمين الجدد في بلاد الكفار، أن يخفوا إسلامهم ، ولا يطلعوا عليه أحداً ، مخافة أن يتعرضوا لمضايقات أمنية أو اضطهادية من المتعصبين ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، كما نرى في هذه المقالة من موقع إسلام أون لاين، والتي تؤيد هذا التوجه بفتوى تبيح إخفاء عقيدة المسلم في فرنسا وأن يعيش كمسلم في السر إلى أن تتغير الظروف :
اقتباس:
"أخفِ إسلامك".. نصيحة لمسلمي فرنسا الجدد
باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 5-12-2005
من بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا يفضل قسم منهم إخفاء إسلامه خشية الهاجس الأمني المتزايد بحق المسلمين الجدد منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، والذي وصل حد وصمهم بـ"التطرف"، خاصة بعد الكشف مؤخرا عن بلجيكية اعتنقت الإسلام، ونفذت عملية ضد قوات الاحتلال الأمريكي ببغداد.
ورغم هذه العوائق تنصح ناشطة فرنسية مسلمة معتنقي الإسلام الجدد بإشهار إسلامهم كأفضل شهادة "على السلوك الحسن" يقدمونها للآخرين، مستشهدة بنماذج اعتنقت الإسلام وفرضت احترامها في المجتمع الفرنسي.
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين 5-12-2005 كشفت "مقالي سنيبا" وهي معتنقة للإسلام منذ 9 أعوام ومسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات أن معظم المعتنقين الجدد للإسلام يترددون كثيرا في إعلان إسلامهم خشية الهاجس الأمني تجاه المسلمين الجدد لدرجة وصمهم بالتطرف، وردة فعل المحيطين في الأسرة والعمل.
وقالت: "إن النصيحة الجارية بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا هي لا تعلن إسلامك حتى تتوافر الظروف الملائمة".
واستشهدت بحالة أثارت جدلا كبيرا في فرنسا وهي لاعب المنتخب الفرنسي لكرة القدم نيكولا أنيلكا الذي أخفى إسلامه لعدة أعوام قبل أن تكشف ذلك وسائل الإعلام الفرنسية؛ الأمر الذي دفعه للهجرة إلى الملاعب التركية جراء المضايقات المتزايدة.
ولفتت مصادر داخل الأقلية المسلمة إلى أن "بول" وهو شاب فرنسي في منتصف العقد الثالث يخفي إسلامه منذ 7 أعوام.
وقالت: إنه باحث بارز في الإنسانيات، ويجري حوارات مستمرة مع كبريات الصحف الفرنسية، ولا يكشف عن اعتناقه للإسلام خشية الهاجس الأمني وتخوف بعض الفرنسيين من معتنقي الإسلام الجدد الذين ينظر إليهم كمتطرفين.
وكشفت المصادر نفسها لـ"إسلام أون لاين.نت" أن بعض الأئمة في فرنسا أجازوا عدم إعلان الإسلام بالنسبة لبعض المسلمين الجدد الذين يخشون ردود فعل سلبية من عائلاتهم أو من الوسط المهني الاجتماعي أو مضايقات السلطات الأمنية.
أفضل شهادة
في مقابل هذه الإجازة الشرعية ترى "مقالي سنيبا" أنه "رغم العراقيل العائلية والمهنية والهاجس الأمني المتصاعد فإن إشهار الإسلام أفضل شهادة نقدمها للآخرين" بشأن سلوكنا، مشددة على وجود العديد من المسلمين الجدد الذين فرضوا الاحترام حتى في الأوساط العلمانية الأشد ريبة في الإسلام.
وقالت: إن إريك جوفروا يُعرف في الأوساط الأكاديمية كأحد أبرز المعتنقين للإسلام وهو أستاذ بجامعة في مدينة ستراسبورج شمال البلاد، ويحظى باحترام خاص دفع وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى تعيينه عضوا اعتباريا في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ضمن العديد من الشخصيات المستقلة التي تم تعيينها بالمجلس.
وأردفت أن هناك أيضا الداعية الإسلامية المعروفة مليكة ضيف التي تعمل بالمجال الدعوي منذ 30 عاما بعد اعتناقها الإسلام.
وأكدت مسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه "ليست كل المسلمات الجدد مثل البلجيكية ماريال ديكوك التي نفذت عملية ضد القوات الأمريكية ببغداد، كما أنه ليس كل المسلمين الجدد مثل باتريك الشريف" وهو فرنسي اعتنق الإسلام وقُتل في جبال تورا بورا بأفغانستان.
وقالت: إن "التطرف في التمسك بالتعاليم الإسلامية يبقى خيارا شخصيا ولا علاقة له بفئة المسلمين الجدد أو غيرهم، ومن ثم لا يجوز القول إن كل المسلمين الجدد متطرفون".
الشرع يبيح
وتعليقاً على هذه القضية يقول محمد سعدي الباحث الشرعي في قسم الفتوى بـ"إسلام أون لاين.نت": إن الشرع يبيح لمن دخل في الإسلام وخشي التعرض لأذى لا يطيقه أن يخفي إسلامه. ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر من أسلم من الضعفاء، أو ممن يخشى عليه الفتنة أن يكتم إسلامه عن أهله.
وأضاف سعدي: "أما إذا اضطر المسلم حديثاً إلى قول كلمة الكفر فيمكنه قولها ولا يضر هذا إيمانه شيئا؛ لأن قلبه مطمئن بالإسلام"، واستشهد بقوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (سورة النحل: 106).
هاجس التطرف
وبعد العملية التفجيرية التي نفذتها البلجيكية المعتنقة للإسلام "ماريال ديكوك" بإحدى ضواحي العاصمة العراقية تحولت الأنظار في فرنسا من جديد إلى المسلمين الجدد، خاصة مع ذهاب التقارير الأمنية المنشورة مؤخرا إلى أن غالبية الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام يميلون إلى التطرف.
وصار وصم المسلمين الجدد بالتطرف متداولا بكثرة في الأوساط الإعلامية والأمنية الفرنسية، وجاء في إحصائيات حديثة قدمها رئيس فرقة الاستعلامات الفرنسية "باسكال مايلوس" أنه من بين عدة آلاف اعتنقوا الإسلام بفرنسا عام 2005 انخرط 1600 منهم في جماعات متطرفة.
وفي حوار مع جريدة لوموند الفرنسية يوم 25-11-2005 وصف مايلوس الغالبية العظمى من المسلمين الجدد بأنهم "متشددون سلفيون". وقال: إن "السلفية تنجح أكثر من غيرها من التيارات الإسلامية في إقناع الفرنسيين باعتناق الإسلام".
كما حذرت تقارير أمنية نشرت بالصحف الفرنسية مؤخرا من تزايد وتيرة اعتناق الإسلام من قبل الفرنسيين بالسجون.
ويحيط الهاجس الأمني بالمسلمين الجدد في فرنسا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة؛ إذ اكتشفت السلطات الفرنسية أن العديد من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا هاجروا وتلقوا تدريبا عسكريا بأفغانستان. وبرزت في هذا السياق قضية الأخوين "دافيد وجيورم قوتييه" اللذين اعتنقا الإسلام منذ بداية تسعينيات القرن العشرين وسافرا إلى أفغانستان، حيث تلقيا تدريبا في معسكرات تنظيم القاعدة بضواحي العاصمة كابول.
وفي اليوم الدراسي الذي عقد يوم 17-11- 2005 بباريس تحت عنوان "الفرنسيون والإرهاب"، كشفت دراسة حديثة التعرف على هوية 22 فرنسيا يقاتلون إلى جانب المقاومة العراقية، ومقتل 7 على الأقل، واحتجاز القوات الأمريكية لثلاثة على الأقل.
ويعيش في فرنسا أكبر أقلية مسلمة بأوربا تقدر بخمسة ملايين مسلم من بين إجمالي سكان البلاد البالغ 60 مليون نسمة.
http://www.islamonline.net/arabic/news/2...le09.shtml
وإني لأعجب بعد كل هذا أن يأتي من المسلمين "المستنيرين" وأدعياء "التسامح" من يتناسى تماماً تلك الوقائع في دينه "الحنيف" فيزايد على أتباع المعتقدات الأخرى واصماً إياهم بالجبن لأنهم يخفون اعتقادهم عن مجتمعاتهم المتخلفة التي يعيشون فيها والتي ترزح تحت وطأة المتعصبين، وتلهث من ملاحقات المتطرفين وتهديداتهم لأي شخص يحاول أن يعبر عن رأيه بما يخالف توجهاتهم، وتنوء بحمل المطاردات الأمنية لمن يحاول أن يمارس نشاطاً سياسياً حقيقياً على أرض الواقع دون اعتبار لأي شخص أياً كانت مكانته.
فجأة تختفي كل السماحة ، وتتلاشى المرجعية الدينية، وتظهر روح العصبية والعرق الحامي، وتجد المزايدين يتنطعون عليك بأخلاقيات لا تدري من أين جاءوا بها، وكيف يعتنقونها وهي مخالفة لوقائع ذلك الدين وللكتاب الذي يؤمنون به، ولكنهم لا يأبهون في خضم العصبية العمياء وثورة الغضب التي تأخذهم على خصومهم الفكريين ، فيلغون تماماً انتماءهم الديني، مستعيضين عنه بانتماء "صعيدي" لا نراه إلا في المسلسلات الدرامية أو الهزلية، متقلدين سيوف التقاليد و"النخوة" و"المرجلة" ، وضاربين عرض الحائط بكل الآيات والأحاديث وقصص الصحابة التي كانوا يتشدقون بها علينا كلما حاول أحد أن يصمهم ويصم دينهم بأنه لا يفرز إلا متعصبين وإرهابيين ومنغلقي الفكر.
تلاشت القصص والأحاديث وانعدمت قيمتها وانقلبت المعايير فجأة أمام الخصوم، لأن الدافع عند الإسلاميين وإن ادعوا التسامح والأخوة وووو الخ تلك الكلمات التي صدعونا بها، يبقى وسيبقى دوماً : الرغبة البربرية العمياء في إبادة وإزاحة كل من ليس نسخة منهم عن طريقهم، لتصبح البلاد كلها في النهاية اسطمبة واحدة من البشر الذين يتحركون بالريموت كنترول "المتسامح" الذي يبشرون به.
فإلى أي حد يمكن أن يصل التناقض والتضارب في المواقف والأفكار أكثر مما وصل إليه لدى هؤلاء؟