هلا عاشق ,
كيفك اليوم عساك بخير..
والله يابن عمى لاحظت فى الوقت الاخير أنك مخنوق ومتضايق ,وده ربما يكون نتيجة عوامل شخصية بالاضافة لطبيعة الحوار بالنادى التى لاتخلو من حدة,وكتير مننا بيجى لهم وقت وبيتخنقوا من النادى والناس والدنيا,مسألة طبيعية ربما عانى منها الجميع ,فالنادى أيضا شبكة من العلاقات الانسانية ,يسرى عليه مايسرى على أى علاقة انسانية من لحظات الشد والجذب الصعود الهبوط ,أكيد طبعا أنت فاهم ده.
بخلافك فأنا متعود ان أكون ببيئة معادية ,طبيعة حياتى جعلتنى دائما أنتمى الى الاقليات عرقيا أو فكريا ,تعودت أن كثيرون لايشاركون عرقى اصولى الجينية وأكثر منهم لايشاطرون أفكارى,لست أرى اننى كمصرى الاصل افضل عرقيا من أى أنسان كما أنه لايوجد من هوأفضل منى ,قتاعاتى الفكرية فى الحياة قادتنى الى حياة قاسية جدا واصولى العرقية كفيلة بتوقيفى فى أى مطار بالعالم الاول واحتجازى تحت حجة الاشتباه فى اسمى ,كما أن قناعاتى الفكرية وفرت لى كم هائل من المتاعب,فى الواقع صرت متعودا اننى انتمى الى اقلية من البشر ,ربما هذا جعلنى حاد الطباع وجاهز دائما لرد الكيل عشرة ومستعد دائما لخوض معارك مريرة حتى أسوأ نهايتها بدون مبالاة بنتيجة الصراعات فانا لا اقاتل من أجل النصر ولكن من أجل حقى كأنسان أن أكون كما أنا..
لكن انت تعودت أن تكون من الاغلبية ,الاغلبية التى ترى أنه لايحق لأحدا نقدها والتى لم تتعود أن تنتقد نفسها ,هذا نظام أجتماعى-دينى عمره مئات السنين ,نظام صاغك وانت مرتاح فيه راحة لذيذة ,لانك متوافق معه ومبسوط بيه ,لامشكلة فى هذا ,فتصدم هنا باناس مختلفون عنك جذريا ربما نشاوا وتطوروا ببيئات أخرى لاتعرف راحة الانتماء الى أغلبية ,او لربما لاتوجد أغلبية ينتمى اليها أحد لا الفردية سائدة ,بحيث يصعب تسييد نمط أجتماعى بذاته والقول أنه يمثل روح الامة,عندما أمشى بالشارع ارى اناس بالاف الانواع من الازياء وقصات الشعر ,اسمع عشرات اللهجات اللغات لمختلفة,أرى كنائس كاثوليكية انجيلية معابد بوذية هندوسية مساجد ,سوق البلدة يحتوى كل الاطعمة الفواكه ,عائلتى مكونة من زيجات كثيرة مختلطة اعراق متضاربة تنتمى لعائلة واحدة عرب اوربيين لاتينو زنوج ,انهم ينتمون ايضا لمعتقدات مختلفة او لاينتمون الى اى دين ,لكن صدقنى فالدين اخر شئ يهتمون به..
التنوع شئ طبيعى بالنسبة لى فماهو بالنسبة لك؟