الساعة الثانية وتسعة عشرة دقيقة بعد منتصف الليل (هل أصبت أم أخطأت قواعديا في تسمية الوقت يا ترى؟؟؟ ... ما علينا) ... أتربع على أريكتي، أعد الثواني والدقئاق حتى يعطي ذلك الدواء اللعين مفعولا، أي شيء!!!! تبا للحرارة!!! ... يغالبني النعاس تارة، وتارة يجافيني ... أغمض عيني لأحس بدوران الأرض حول نفسها!!! ... ما عدتُ قادرا على النوم، أين الصباح يا ترى؟؟؟؟
الليلة قادني مرضي إلى ركوب السيارة والإنطلاق نحو الصحراء، بعيدا عن عفن المدينة ومرضها، فهذا تالله سبب أوجاعي كلها، توتر وملل وأرق، يوما بعد يوم، يهلك أعتى الرجال!!!! ... أظن لهذا السبب وضعت هذه المدينة في وسط الضحراء، حتى يهرب من هم مثلي إلى أحضان الكثبان بين الفينة والفينة، تحت نجوم لا أراها من نافذة غرفتي، لأكتشف أنني أعيش تحت سماء قاحلة كمَثَل الأرض التي التحفتها!!!! ....
أين هي الكثبان؟؟؟؟ ... لستُ أرى سوى أفق لا ينتهي من الحصى!!!! ... تبا!!!! سلكت الطريق الخطأ ... "ما علينا" أقول لنفسي، على الأقل ابتعدتُ عن تلك المدينة، مدينة الملل والصفيح! ... أفتح شباكي لأنعم ببضع نسمات صحراوية باردة! فتمنعني حرارة جسدي الذي يغلي من الإطالة ...
ماذا أيضا؟؟؟؟ ...
Sarah Mclachlan تشدو لي، لي وحدي ... بين يدي الملاك

ليشتد بي الهذيان، وأراها تلك الغريبة تطل من بين هلوساتي ...
يااااااااااااااااااااااااااااااه!!!! كأني عدتُ إلى أيام مراهقتي المتأخرة!!!
"بين يدي الملاك ... بعيدا جدا من هنا" ... تحضنني غريبتي المحبوبة كأنها المرة الأولى التي نلتقي، كأنها نسيتني، وكأنني أحببتها من جديد!!!! ... ما أجمل ذلك الشعور، تهفو نفسي لأن أحبها أكثر، أن أعيد تلك القصة الغريبة، عندما قيل لي ذات مرة "أنت تحب الحب"!!!!... تبا لكل الإعتبارات، أريد فقط أن أحب، أريد لذلك المراهق أن يعود من جديد، ومن لا يحب الحب أصلا؟؟؟؟
"ليس هناك أي فرق، أن تهرب مرة أخرى... من الأسهل أن تؤمن" ... أم لعلي أكتبها بالعنجليزي؟؟؟
"It don't make no difference, escaping one last time
It's easier to believe "
أين اختفت أيام ذلك المراهق؟؟؟؟ عندما كان يعيش في عالمه الخاص أنّى شاء وكيفما أراد، هو عالم بعيد عن هذا العالم، مليءٌ بالهلوسات، مليءٌ بانتفاضات قلب محب، مليء برعشات وله متّقد ...
من السهل الهرب، لكن هل يخطئ الهارب لو اختار النأي بنفسه في بقعة بعيدة حينا من الدهر؟؟؟ سويعات، بل دقائق كفيلة بإحياء روح دفينة تحت أثقال هذه الحياة ... لتهرب قليلا، قليلا فقط!!!!
تصبحون على خير ...