عزيزتي نسمة:

ما كتبته هو حقيقة ما أراه عياناً. لا نقدر أن نخفي الشمس بكفي أيدينا. ما هو ظاهر فهو حقاً ظاهر. من البداية أنا معجب بقدرتك على الكتابة وأفكارك في كثير منها. قد نختلف وهذا طبيعي. الناس الذين نحبهم ونرى كثير من أنفسنا فيهم قد نرتطم بهم كثيراً...

ما قاله عنك مدرس اللغة العربية من أنك " بنت جاسرة " ويتوقع لك مستقبلاً هو أمر لا يجب الاستخفاف به. جسارتك مهمة ومطلوبة جداً حيث مجتمعنا العربي بحاجة لإمرأة الإقدام لا الخنوعة بالمفهوم السلبي. كثيرون يقدرون جسارتك وإن أنكروا ذلك. من ينكرها فهو مهزوز في رجولته وتهدده حقيقة أن المرأة تقدر أن تقول ما تقول بثقة. هو يخشى على رجولته ولا يشعر تجاهها بأمان وبالتالي يحاربك في جسارتك. والجسارة فضيلة ولها أن تقوم جنباً إلى جنب بجوار الحياء في مساكنة متوحدة.

للأسف سيدات النادي .. طفشوا. وبات الحضور قوم نألفهم ونتوقع سماع ما يقولون قبل أن ينطقوا به. وقد أزعجني أن موضوع كهذا كله ذكور وكل واحد يبت في أمر غشاء البكارة مع أنه لا واحد فيهم لديهم هذا الغشاء وصار هذا الغشاء المسكين محل فتاويهم وأقاويلهم وكأني بحياته وحاضره ومستقبله ... كلها مرهونة بهذا الغشاء. لابد من حضور صوت الأم مثلك هنا وبجسارة .. هنا وفي كل مكان حتى لا يتبادر لأذهانهم أن الحقيقة هي كما تتراءى لخيالهم في عزلته الذكورية المسكينة. أوافقك تماماً أن العفة في الدماغ وليست في الغشاء. صراحة بذهنيتهم هذه أجبروا المرأة على أن تجاريهم في مفاهيمهم السقيمة للعفة وخلقوا بذلك حاجز رهيب يفصل بينهم وبين المرأة وهنا تعاملت المرأة مع الرجل على أنه طفل تجاريه على قدر عقله ولا تأتي فرصة للصراحة الحقيقية والمكاشفة بينهما.

وأنت مثلك مثل الأسواني وسيد القمني وأحمد صبحي منصور وكثيرون وكثيرات. قلمك يا سيدتي له قيمة كبيرة وجسارة كبيرة. رجاء أن تجمعي كل مقالاتك وتهندميها واحدة تلو الأخرى وبأسلوبك القوي الجسور الأديب الحصيف هذا وتدعسي على الرابط هذا:
http://www.ahewar.org/debat/add.art.asp?cid=139&i=0

ولن أوصيك فأنت كلك عقل وذكاء بعدم استخدام اسم كنسمة عطرة هناك ولتكن البداية بإسم مختلف تماماً ودون الإفصاح عن جنسية ما. على فكرة.. أقدر أن أستشعر بكتاباتك من على مسافة وربما أنا مصيب وربما أن مخطيء. هذا ليس غرور ولكنه حدسي الشخصي. فرجاء ابدأي وهم سيشجعونك في الموقع هناك وأتمنى أنها تكون انطلاقة لمواقع أخرى. ما تكتبينه لا يكون لك بقدر ما هو لي ولكل رجل ولكل إمرأة عربية حيث نحتاج لمثل هذا الصوت الجسور. أنت من النساء الوحيدات اللواتي يقبضن على الفكرة في هذا الموقع وآن الأوان لكل هذا أن ينطلق لساحات أخرى. مع التأني أتمنى أن أراك قلم لامع كما عهدتك في ساحة نادي الفكر ولكن هذه المرة بدون ارتطامات مع أحد. ما لديك هو رصيد ولا يجب تبديده مع المرتطمين المهزوزين.

ما قلته ليس إطراء بل حقيقة شعرت بها وإقرار بهذه الحقيقة. كم تمنيت لو أني قابلت في مصر مثقفات مثلك ولهن القدرة على الكتابة والتعبير وبهذه القوة وتلك الجسارة.