بعد التحية ..
قد بينا اساس المغالطة، وقد اعترفتم بان ما لدينا هو استقراء ناقص ، ومثال الغليان تنطبق عليه شروط التعميم، في إن عين الماء بنفس الظروف ودون تدخل ظرف مانع يغلي في الدرجة المعينة، ولكن معطيات الفيزياء او البيولوجيا وغيرها من العلوم الاستقرائية لا تقدر لاستخراج تعميم يشمل الكون كله، آنيشتاين تفرغت عقوده الثلاث الاخيرة لايجاد معادلة وصيغة واحد لتفسير الكون، وفشل والآن نحن أمام نظرية الاوتار الفائقة، وهي لا يمكن إخضاعها للتجربة ولذلك اتهمها بعض علماء الفيزياء بالتفلسف!
هل لديك يقين إن جسيمات المادة في الكائن الحي هي نفسها في الجمادات كلها، وهل لديك يقين في عدم دخول ظروف متغيرة او مانعة في الموضوع (ا) و (ب) و (ج) ..ألخ ؟ لا تستطيع التعميم ما دامت تلك التوحدات غير متوفرة او غير معلومة ، فالنتيجة التعميمية في مثال الماء لا يجوز اسرائها في مثال الزئبق والحديد ..ألخ، بل هي خاصة بالماء، فهل لديك استقراء ناقص تنطبق عليه شروط ستيوارث ميل مثلما عندك في الماء؟؟!!
إذن الكلية السالبة مستحيلة الآن وفق معطيات الاكتشافات الطبيعية (الثابتة) ، فنظريا وابتداءا يمكن ان نكتشف ظواهر فيها الوعي ثابت.
فلا يجوز بناءا على هذه منع الاحكام المناقضة لهذه الكلية لانها غير ثابتة، فلا تعممها وترفض وجود الوعي او احتماله في الامثلة المورودة، فتقول لا وعي، فالمستشفيات زاخرة بالإعاقات، والعنكبوت يفعل كذا ..الخ ، لانك لا تملك احقية الاسراء، فترفض وجود الوعي في امثلتنا لانها غير موجودة في امثلة اخرى.
أعتقد الاشكال واضح فلا نفصل اكثر.
أما معطيات قانون الاحتمالات فإن رفضته فهذا يعني رفضك للكثير من الامور التي تعتقد بصحتها، فلان التشابه الجيني بين القرد والانسان هو 98% فان إحتمال عدم رجوعهم لاصل واحد إحتمال ضئيل، فما هو سر هذا التشابه ؟؟؟؟ إحتمال الصدفة ، إحتمال الاصل القريب المشترك، إحتمال الظروف المشتركة مع الاصل البعيد ..ألخ ، فهي نفس الشيء، ولكن لانهم رأوا إن التشابه الدقيق هذا يبعد الاحتمالات الاخرى ويقوي احتمال الاصل القريب المشترك، وإلا فهو رياضيا تمثيل منطقي ، وهو معروف بعدم احراز اليقين فيه.
فلماذا يتم رفض نتيجته في ترجيح وجود الوعي هناك ويتم قبوله هناك ؟؟!!!
وكذلك سقطت في غلط آخر، وهو مثالكم في البحيرة والصحراء، فمات الذين ذهبوا الى الصحراء ، ونحن في مثالنا: لم يمت من بقي على حاله ولم يتطور، ولم يمت من ارتحل، ولم يمت النوع بتغييره الى الحالة الاغبى! ، بل ترك كل تلك الخيارات المتاحة ، ولم يكن مقهورا في الاختيار ولا في المكان ولا في الزمان، واختار التكنولوجية الاذكى.
فبقانون الاحتمالات ايضا وبضربها ببعض، نرجح وجود الوعي والاستيعاب.
ومثال السيارة مرجع استدلالنا أمرين:
هندسة مرتبة ذكية ، لها غاية، فيها اختيارية.
فمهما كان الموجود، ولكنه يحتوي على هندسة متناسقة -مهما انحطت هذه الهندسة والتناسق، ولكن مجرد الهندسة والتناسق- لها غاية ، فيها اختيارية لا قهرية:
السيارة = موجود
لها هندسة وترتيب = نعم
لها غاية = طي الارض وتسريع النقل
اختيارية = فالانسان يمكنه العيش بدونها، ولم يكن مقهورا في ابداعها.
الخثاق =موجود
تكنولوجية الصيد = مرتب وذكي نعم
لها غاية = صيد الربيان الشفاف
اختيارية= نعم ، لانه كان له ان يلاحق الربيان غير الشفاف، أو يخترع وسائل حسية متطورة أو .. الخ، فعدم وجود التكنولوجية لا يعني انقراضه.
فالمثال ساري، ولا دخل في كون انتاج انساني او حيواني او جمادي ..الخ
فأي موجود ، يرجح فيه المنطق كونه هندسيا، له غاية، والنوع لم يكن مجبورا لبقائه عليها ، فمثله في مثال الماء الذي تفضلت به، يتم اسراء النتيجة، فما ثبت ان التكنولوجية السابقة تتوفر فيها الشروط التي يعطيها ترجيح الذكاء فانه يسري في تكنولوجيات أخرى فنرجح وجود الذكاء.
وشكرا