سبعة أدلة على حقيقة التطور من كتاب مرآة الكون - الدليل الأول
مقاطع من كتاب البروفيسور الكندي cyrille barrete ( التعريف بالبروفيسور في أسفل الصفحة )
إسم الكتاب
« Le miroir du monde »
مرآة الكــــــــــــــــــــــون
لا يوجد اليوم أي عالم أحياء عاقل يقول بأن الحياة ليس لها تاريخ أي أن الأنواع المختلفة من الكائنات الحية تم خلقها بطريقة لحظية آنية فجائية من طرف قوة خارقة .
نقدم هنا حقائق يعتبرها علماء الأحياء حججا ودلائل لإثبات أن التطور واقع أو حقيقية من دون أي شك عقلاني .
الأدلة السبعة التي سأقدمها هي مقنعة و مما يزيد في قوة إقناعها هو استقلالها عن بعضها البعض , هي 7 أدلة وليست 7 طرق وحيل لتكرار نفس الكلام بإطناب . لكن رغم كونها مستقلة عن بعضها البعض , فإنها تشير كلها إلى اتجاه واحد , كلها تثبت أن التطور ظاهرة و واقع .
الأدلة التي سأقدمها هي واقع يمكن معاينه بالعين المجردة . لما نقوم بالتحليل العقلي والمنطقي لهذه الأدلة فإنها تتفاعل معنا وكأنها تكلمنا و توحي لنا وتخبرنا أن التطور ينتمي للواقع .
الدليل الأول : الأدلة الأحفورية ( أدلة المستحاثات )
الحفريات أو المستحاثات هي أشياء ثمينة وقيمة لأنها وحدها تشهد على وجود الحياة في الأزمنة الغابرة والماضية .
لكن , ليست وحدها المستحاثات المتحجرة من تشكل دليلا على حقيقة التطور .
في الحقيقة , يستطيع الخلقيون أن يقولوا أن هذه الأنواع من المستحاثات المتحجرة تم خلقها بطريقة آنية ولحظية تماما كالأنواع السائدة في عصرنا هذا لكنها انقرضت فهي غذن ليست دليلا على التطور . بل إن بعضهم قال أن هذه المستحاثات تم خلقها مباشرة في الحجر وأنها لم تكن حية في يوم من الأيام !
المستحاثات تبرهن وتثبت حقيقة التطور لأننا إذا قمنا بتتبع أحفوريات نوع معين من الكائنات الحية مثل الحصان أو الحلزون , سنلاحظ عبر الطبقات الجيولوجية المتعاقبة , ابتداءا من الاقدم وصولا إلى الطبقات السطحية الحديثة , أن شكل هذا النوع قد تغير نوعا ما . سنلاحظ مثلا في حالة الحصان أن شكله العـــام محفوظ ويسمح بالتعرف عليه لكن مع وجود تغيرات وتطورات طرأت عليه , مثلا سنلاحظ أن ضرسه الثاث في فكه الأعلى يكبر , أما بالنسبة للرخويات نلاحظ إلتفافا ضيقا للقوقعة .
في هذه السلسلة من المستحاثات , نجد حلقات مفقودة .
في الحقيقة , للحياة تاريخ وهذه الباقة من المستحاثات تمثل بصمة هذا التاريخ , يمكننا إذن أن نفترض ونتنبأ بصفات ومميزات هذه "الحلقات المفقودة " التي لا نعرفها كلها اليوم .
في العلم , لا يوجد شىء أكثر إقناعا من مشاهدة فرضية ما أو تنبأ ما يتحقق ويتجسد امامنا ويتحول لحقيقة , كل علم يضع فرضيات و تنبؤات ثم يثبتها ويبرهن عليها سيكون قويا جدا.
بالنسبة لعلم المستحاثات , في كل مرة يتم وضع فرضية أو تنبؤ ما ثم يتم إثباته بالملاحظة أقصد باكتشاف أحفوري جديد كان بمثابة حلقة مفقودة حتى دقيقة اكتشافة , سيشكل هذا الاكتشاف دللا قويا على كون التطور واقع .
سنعطي مثالا عن ذالك فيما يخص تطور الحوت . منذ زمن بعيد قال علماء الأحياء بأن الحوت الذي نراه اليوم في البحرينحدر من الثديت البرية . لكن الثديات البرية عندها أربع أطراف ( أرجل ) بينما الحوت لا يملك أطراف خلفية . لم نلاحظ في يوم من الأيام شكلا أو كائنا وسطيا بينهما ( الحوت والثديات البرية ) , كان هناك ثغرة , حلقة مفقودة . قام العلماء ومنذ زمن بعيد بافتراض وجود مستحاثات لحوت بأربع أطراف مخبأة في الطبقات الجيولوجية التي تعود لحقبة ما قبل 45 مليون سنة ومع قليل من الحظ سيتم العثور عليه , كانت هذه الفرضية أو هذا التنبؤ خطيرا نوعا ما , لأن الإختلافات الموجودة بين الحوت والدب على سبيل المثال من حيث طريقة التنقل هي اختلافات كبيرة , لكن بما أن هذا التنبأ كان خطير وصعب فإنه سيشكل حتما دليلا أقوى لو تم إثباته .
لكن , خلال العشر سنوات الماضية , قد اكتشفنا في مصر وفي باكستان , عددا من أنواع الحوت (Basilosaurus, Dorudon)
بأطراف خلفية صغيرة . لو كانت هذه الأنواع من الحوت" Basilosaurus, Dorudon " مخلوقة و غير متطورة , فلا داعي في هذه الحالة من وجود هذه الأطراف الصغيرة المضحكة التي لا تفيد لا للمشي ولا للسباحة .
مفهوم الحلقات المفقودة نفسه لا يتسطيع أن يكون له معنى إلا في إيطار سلسلة , أو تتابع من المستحاثات , تتابع لأحداث تشكل باجتماعها تاريخا( أو قصة) .
لا يمكن افتراض حلقة مفقودة بين كائنين " أ" و "ب" إلا إذا كانت الحياة سلسلة مستمرة (غير مقطوعة), فبدون هذا لا يوجد سبب أصلا لوجود حلقة مفقودة بين " أ" و "ب " , مثل: حوت بأطراف خلفية صغيرة أو سحيلية مكسوة بريش في وسط طريقها التطوري بين الزواحف والطيور .
وبإمكاننا كذالك القيام
بتنبؤات زمنية حول المسحاثات . في نفس السلسلة , نجد مستحاثين يتشابهان أكثر كلما كانا أقرب لبعضهما البعض في الزمن ( العصر ) , تجد التشابه بين كائن حي من نوع ما في عصرنا هذا يكون أكبر مع مستحاثة حديثة منه مع مستحاثة قديمة (أي أنه يشبه المستحاثة الحديثة أكثبر مما يشبه القديمة ) . تبدو هذه التنبؤات الزمنية التي قد تم البرهان عليها آلاف المرات في عدد من سلاسل المستحاثات المعروفة , قلت تبدو وكأنها شىء بسيط وبديهي , لكن لو لم يكن التطور واقعا لما طابقت المستحاثات تنبؤاتنا وتوقعاتنا , فهي قادرة على التموضع بأي شكل عشوائي لولا ذالك .
إذن , إذا نظرنا بعين عقلانية لسلسلة من المستحاثات ’ يتوجب علينا أن نستنتج بأنها تمثل تطورا لشكل أو نوع من الكائنات الحية . وبما أننا نعرف اليوم مئات من سلاسل المستحاثات , بما فيها تلك التي تخص البشر , فليس من الغريب إذن أن نخلص لنتيجة مفادها أن هذه السلاسل تمثل أدلة مقنعة على تطور الأنواع , بل هي فرضية عقلانية جدا جدا .
انتهى المقطع
سيتم نشر الأدلة الستة الباقية في أقرب فرصة .
كما سيتم نشر وثائقي حول سلف الحوت بأربع أطراف بترجمة عربية .. فترقبوا .
صورة مبسطة لسلف الجوت بأربع أطراف مأخوذة من الوثائقي " la baleine a quatres pattes " يعني الحوت بأربع أطراف
تعريف بالبروفيسور cyrille barrete
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:15XA2uLuE1rn-M
عالم أحياء كندي برتبة بروفيسور وله عدة مؤلفات منها :
Dubé, Y., M.O. Hammill, C. Barrette (2003). "Pup development and timing of pupping in harbour seals (Phoca vitulina) in the St. Lawrence River estuary", Canadian Journal of Zoology, 81 : 188-194,
Goulet, A.M., M.O. Hammill, C. Barrette (2001). "Movements and diving of grey seal females (Halichoerus grypus) in the Gulf of St.Lawrence", Polar Biology, 24 : 432-439,
Duchesne, M., S.D. Côté, C. Barrette (2000). "Responses of woodland caribou to winter ecotourism in the Charlevoix Biosphere Reserve", Biological Conservation, 96 : 311-317,
Grenier, D., C. Barrette, M. Crête (1999). "Food access by white-tailed deer Odocoileus virginianus at winter feeding sites in Eastern Quebec", Applied Animal Behaviour Science, 63 : 323-337,
Goulet, A.M., M.O. Hammill, C. Barrette (1999). "Quality of satelite telemetry locations of gray seal Halichoerus grypus", Marine Mammal Science, 15 : 589-594,