(10-06-2009, 12:36 PM)Solitude كتب: في الحقيقة كلامك غير دقيق..
أولاً: على مستوى الاصطلاحات القرآية العامة:
كل تلك المعاني للسماء لا تنفي بعضها حتى نختار منها أصلاً :
- فالسماء التي ينزل منها المطر - أي الغلاف الجوي - هو جزء من السموات.
- والسماء التي تسبح فيها الطيور - أي طبقة التروبوسفير من الغلاف الجوي - هي جزء من السموات
- والسماء التي تحوي المجرات - أي الكون المنظور لنا حتى الآن - هي أيضاً جزء من السموات..!
لقد اتى ردك سريعا باكثر مما اتوقع اذ ان موضوع السماء و السموات يحتاج الى تدبر كثير و الا لوقعنا في نفس اخطاء من سبقونا,
على كل حال سنرى اولى تبعات هذا التسرع و هي اعتبارك ان السماء التي تحوي المجرات جزء من سموات الارض اي غلافها الجوي و هو امر غير صحيح البتة. فمن المفهوم ان تقول بان السحاب و التروبوسفير جزء من السموات و لكن ان تكون سماء المجرات جزء من السموات فهذا خطأ و القران نفسه لم يذكر ابدا بان النجوم موجودة في سموات الارض بل قال بانها جُعلت زينة للسماء الدنيا و هي المقصود بها الطبقة الدنيا من سموات الارض.
عيبه فان كلامي دقيق و لكنك لم تتأن في قراءته.
اقتباس:أما كلمة "السموات" فهي جمع معرف .. ومن المقطوع به لغة أن الجمع المعرف يفيد الشمول والعموم لكل سماء.. فمعنى "السموات" هو المعنى الشامل لكل أجزائها ومحتوياتها..
المُعرف لا يعني الاطلاق فاذا قلت الكتاب بالتعريف فهو يكون مفهوم المقصود به لمن تخاطبه و ليس الامر كذلك للجميع اي على اطلاقه. فالمسلمون يفهمون ان الكتاب هو القران و المسيحيون يفهمون انه الكتاب المقدس, كذلك كلمة السموات فحين ترتبط بالارض يكون لها معنى و حين تاتي لوحدها لها معنى مختلف مثال:
1-(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)
2- (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ
وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى) (طـه:4)
لاحظ الاختلاف بين الاستعمالين :
1- السموات ذكرت قبل كلمة الارض.
2-السماوات ذكرت بعد كلمة الارض.
هل يقول اي شخص له منطق لغوي سليم بان المعنى واحد لكلمة ( السموات) في الايتين؟ لا . عليه فان التعريف بالالف و اللام لا يعني عين الشئ على اطلاقه.
اقتباس: ولم يستخدم القرآن كلمة "السموات والأرض" ولا مرة إلا إذا كان يقصد كل ما في الوجود.. وذلك لأن العرب لم يكونوا يستخدمون مصطلح "الكون" بمعنى الوجود.. إنما كانوا يقولون "السموات والأرض" للدلالة على كل الموجودات ، بما فيها النجوم والأبراج والفضاء الكوني..
القران الكريم اعطى الكلمات العربية معان اصطلاحية فوق معناها اللغوي.
العرب تقول السماء لكل ما علا و لكن القران الكريم و الذي اعطى معان اصطلاحية ففرق بين سماء المطر و سماء الملائكة:
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً) (الاسراء:95)
و عليه فانك يا زميلي لا تستطع ان تقصر فهم الله تعالى على فهم العرب للكون, فكما اعطى لكلمة وحي و كلمة صلاة معان اصطلاحية جديدة فهو ايضا قد اعطى كلمة سماء / سموات معان اصطلاحية جديدة تستشفها من سياق الايات القرانية.
اقتباس:ثانياً: على مستوى سياق الآيات المطروحة:
تقول الآية ((( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً )))
الأمر واضح تماماً...! إذن السموات هنا تشمل النجوم والمجرات وخلافه.. والسايق يحتم ذلك بشكل قطعي لا لبس فيه.
لا , لا يقصد بتزيين السماء الدنيا أن النجوم و المجرات و خلافه مشمولة فيها فالسماء الدنيا مقصود بها الطبقة الاسفل من طبقات الغلاف الجوي للارض و الاية تقول بان هذه السماء الدنيا قد جُعلت المصابيح ( الكواكب) لها زينة و لم تقل الاية بان هذه المصابيح موجودة فيها:
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) (الصافات:6)
و ليتك تقرا مرة اخرى ما كتبته عن المقصود بالسموات حين تاتي الكلمة سابقة و معطوفة لكلمة ارض.
اقتباس:إذن نخلص من ذلك إلى أن:
كلمة "سموات" المذكورة في القرآن تعني حتما النجوم والمجرات.. وكلمة سماء "المفردة" تعني ذلك أيضاً لأنه لا تعارض بين أن تكون مكان السحب والطيور وبين أن تكون مكان النجوم والمجرات.. فليس هناك فاصل بين الغلاف الجوي وبين بقية السماء.
في فهم القران لا يوجد تعبير ( حتما) بل يوجد قرائن و ادلة لغوية فالقران يُفسر بالقران و ليس بالتخميين.