رحلتي إلى الله
عدد سبتمبر 2009
هدنة مع النفس يعقدها الكاتب الكبير عادل حمودة، ليعطي لعقله مساحة لالتقاط الأنفاس، ويدع قلمه السياسي جانبًا، ممسكًا بقلم آخر روحاني، يصف بدقة رحلة تعد هي الأهم في حياة الإنسان المسلم.. رحلته إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة.. إنها رحلة إلى الله. 152 صفحة تصف بدقة مشاعر حاج.. لكنه ليس حاجًا عاديًا، بل هو - كما وصفته الكاتبة الصحفية نوال مصطفى رئيس تحرير كتاب اليوم - صحفي وكاتب وإنسان، يعيش كل لحظة من لحظات حياته وهو مقسوم إلى اثنين، أحدهما يعمل ويسافر ويتصادم ويعارض ويحب ويحج، والثاني يتأمل الأول بعين مفتوحة وذهن لا تنطفئ أنواره، ثم يكتب ويبحث وينقب عن خلفيات تلك المشاعر التي عاشها، وهذه البلاد التي زارها، وهؤلاء البشر الذين التقاهم. رؤية بانورامية متأنية لكل الأماكن والأحداث والأشخاص يرويها الكاتب الكبير، كأنها عدسة تسجل كل لحظة وكل ثانية عاشها في المسافة بين القاهرة والأراضي المقدسة، ولم يكتفِ بهذا، بل أضاف إليها الجانب التاريخي التأريخي الديني.. من أين أتت كل شعيرة من شعائر الحج.. ما أصلها.. إلام ترمز الكعبة.. الصفا.. المروة.. مقام إبراهيم.. المزدلفة.. جمرات رجم الشيطان.. وجبل عرفة. ويلخص عادل حمودة فكرة الكتاب عندما يقول: "أستأذنكم في ساعات قليلة.. أخرج فيها من زماننا الضيق الذي حُشرنا فيه.. زمن الصدق الكاذب والضمير الغائب، والحب الجاهز سابق التجهيز، فلا نحن اندمجنا ولا ابتعدنا.. أستأذنكم في إجازة قصيرة من المساحيق الكاذبة التي تغطي وجوهنا وكلماتنا ومشاعرنا، فقد تبعت من التمثيل والتقمص والتشخيص والتأويل وسوء الظن وبئس المصير". أما نوال مصطفى فتقول: "غمرتني مشاعر مختلطة وأنا أقرأ هذا الكتاب الفريد للكاتب المخضرم عادل حمودة، وأسبابي لذلك عديدة.. أولها: الفضول المهني الذي جعلني ألهث وراء سطور الكتاب لأرصد كيف سجل عادل حمودة بقلمه تفاصيل رحلته المثيرة إلى الله، وثانيها: الحنين إلى استدعاء وتذكر تلك المشاعر الربانية التي عشتها أنا أيضًا، وتصادف أن نكون أنا وعادل حمودة زملاء دفعة حج واحدة، كما وصفها وأطلق عليها "دفعة 1429 حج"! هذا الكتاب الذي يصدر تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، كتاب جدير بالقراءة في هذا الشهر الكريم، فالمشاعر واحدة، والنفحات الإيمانية مشتركة، ونحن أحوج ما يكون إلى ذلك.

عـادل حمـودة

http://www.akhbarelyom.org.eg/ketabelyom...php?id=138