اقتباس:بإمكاني غداً أن أخرج عليكم بدين جديد يدعو أيضاً إلى التوحيد ..ما هو الدليل عندئذ على أن ما أقول من عند ذلك الإله الذي اتفقنا على وجوده ؟؟

نعم هذا صحيح ولكن هذا معيار واحد فقط لايصح الأخذ به منفصلاً عن باقي المعايير... فماذا عن تاريخ حياتك قبل الدعوة؟؟؟ ماذا عن النبؤات التي بشرت بظهورك في الكتب المقدسة لباقي الأديان؟؟؟ ماذا عن الزمن الذي ظهرت فيه من أن هناك حاجة ملحة استدعت إرسال مبعوث سماوي؟؟؟ ماذا عن المعجزات والنبؤات التي أتيت بها؟؟؟ ماذا عن تأثيرك على أتباعك وتأثرهم بك؟؟؟ ماذا عن استمرار دعوتك وانتشارها بعد رحيلك من هذا العالم بمئات السنين؟؟؟ هذا غيض من فيض... فإذا كنت حقاً قادراً على الآتيان بدين شرط أن يكون هذا الدين من لدن الله تعالى ومؤيداً بما ذكرته لك من معايير فتفضل يا رعاك الله...

اقتباس: أنتظر منك الأدلة التي تثبت بها كلامك من أن الهندوسية بدأت بعبادة إله واحد مثل الإله الإسلامي بلا أقانيم ثلاثة..
2- ما علاقة هذا بالسؤال الوارد في الموضوع ؟؟ أنا سألت " أريد دليلاً عقياً قاطعاً على حدوث هذا الاتصال بين النبي وبين الإله الذي دعو إليه.. فما علاقة هذا باتفاق أو اختلاف الديانات ؟؟

إن الأديان كافة وبحسب ما يثبته التاريخ الديني بدأت بالدعوة إلى التوحيد الخالص ثم انحطت تدريجياً بسبب عبث أيدي البشر بها إلى عبادة ألهة متعددة... إن الحملة التي قام بها سيدنا إبراهيم عليه السلام لتوطيد أركان دين التوحيد انحطت بعد مرور العديد من الأجيال والسنين وبسبب تحريف أيدي الناس لكتبهم السماوية... فقد عادت الأصنام لتجد مكاناً لها في بيت الله... وهذا ما حدث للهندوسية والمسيحية وأيضاً الإسلام... وإن اختلفت الأصنام فلم تعد تصنع من الطين أو الحجر أو الخشب... إن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن جميع الأديان العظيمة هذه من لدن الله تعالى هي بأن تعود القهقري إلى الأصول الأساسية لهذه الأديان... فلو أننا تفحصنا تاريخ الاختلافات بين الأديان المتعددة لاكتشفنا أنها تتقلص كلما اقتربنا من المصدر الأساسي. وعلى سبيل المثال حين نحصُر المقارنة بين الدين الإسلامي والمسيحية بفترة حياة المسيح عليه السلام وبما جاء في الأناجيل الأربعة فإن الاختلافات التي تظهر ما هي إلا اختلافات ثانوية بين التعاليم الأساسية الواردة في الإنجيل والقرآن. ولكن حين نخطو بشكل أعمق في خط الزمن فإن الفجوة تزداد اتساعاً إلى الحد الذي يجعل من عملية ردمها أمراً مستحيلاً، وذلك يعود لمساعي البشر في محاولة تصحيح وتهذيب ما هو صحيح أصلاً. إن تاريخ الأديان الأخرى يكشف لنا أيضاً حقيقة هذه القاعدة، وهناك ما يؤيد بقوة هذا المبدأ القرآني، فاتجاه التغييرات البشرية للرسالات السماوية كان دائماً ما يبدأ من عبادة إله واحد نحو عبادة ألهة متعددة، ومن الإيمان بما هو حق إلى الإيمان بالخيالات والأوهام، ومن البشرية إلى تأليه بني البشر.
يقول الله تعالى: : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (6) سورة البينة
أما بالنسبة لعلاقة سؤالك بهذا الكلام فأنت الذي أقحمت موضوع الديانة الهندوسية في الموضوع لا أنا !!!!

اقتباس:لا يوجد دين يعترف ببقية الأديان والإسلام على رأسهم.. الإسلام يقول بأن كل الرسالات السابقة تم تحريفها أو بطلانها وأن الدين عند الله هو الإسلام فقط وكل ما عداه يعد كفراً يستوجب الخلود في النار.. وهذا هو عين الاحتكار.. أين هو هذا القبول للآخر الذي تقول به ؟؟

كلامك خاطئ جملة وتفصيلا... الإسلام دائماً ما يؤكد على أنه مصداق لما قبله من الأديان... وهو بهذا لا يحتكر الحقيقة لنفسه فقط... إن أول سورة في القرآن الكريم تقول: الحمد لله رب العالمين... وليس رب المسلمين والعرب... في حين أنك تجد في التوراة مثلاً: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ (أخبار الأيام الأول 16:36)
وفي الإنجيل: (لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ) متى 16:24
(لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب) متى 16:26

لا يوجد أي كتاب ديني آخر غير القرآن المجيد يؤكد أو حتى يشير لاحتمال أن هناك من الأُمم أو الشعوب الأخرى من حظي بنعمة الهداية والنور من لدن الله عز وجل في أي مرحلة من مراحل التاريخ. والواقع أنه غالباً ما يتم التأكيد على حقيقة أو صلاحية دين معين سواءً كان هذا الدين خاصاً بشعب من الشعوب أو ببقعة جغرافية معينة في حين يتم تجاهل دين آخر بشكل مطلق، وكأن شمس الحقيقة تُشرق وتغرُب في أفق محدود لشعب من الشعوب باستثناء الشعوب الآخرى التي حُكم عليها بحسب هذا المنطق أن تعيش في ظلام أبدي دامس.

تحياتي
سلام