العزيز "عبد المسيح"
محبة و سلام

سألتك عن حادثة وقعت منذ أيام أي سنة 2005 فرددت علي بتقرير لسنة 2001 و لا أعرف ما الذي تريد توضيحه به.
لمعلومك انا مصري زيك و عايش على أرض مصر و متابع الدنيا ماشية إزاي ...
أهلي كلهم مسيحيين و معظم أصحابي كمان و أبويا خادم في كنيسة و عنده مكتبة دينية كبيرة ..
من أنكر أن هناك فساد و تحيز من اجهزة الأمن و الإعلام و المجالس التشريعية و حتى رئاسة الجمهورية.
غالبية المسلمين ليسوا متعاطفين مع حرية المسيحيين في العقيدة و ممارسة شعائرهم بحرية و يعتبرون إسلام هؤلاء النصارى هداية لهم و ثواب لمن يهديهم.
كل هذا أعرفه و أفهمه جيدا فانا كما قلت لك مش من كوكب تاني ..
أعرف جيدا مشاكل بناء الكنائس و مشاكل المسيحيين بشكل عام على مستوى مصر ... أنا لم أنكر و لست محتاجا لتقرير أمريكي لمعرفة ممارسات أعرفها جيدا و أعيشها.
لم أنكر و لم ينكر احد ( أحد المنصفين ... )
لكن بالنسبة لمسألة الإختطاف و الإغتصاب و الأسلمة أراها مبالغة جدا ...
قد تكون هناك حالات بتلك الطريقة و لكني أظنها – على فرض وجودها – ضيقة جدا و محدودة جدا.
الحقيقة التي عرفتها من حالات الإرتداد التي كان أبي يتعامل معها هو ان تلك البنات يفعلونها من أجل شباب مسلم أحببنه ..
طبعا من الممكن أن يكون هناك حالات إجبار كما انه من الممكن أن يكون هناك حالات إقتناع ..
طبعا ليس لأنك ترى الإسلام قبيحا و منفرا لا يعني أن كل الناس تنظر بعينيك ..
و لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع .. فلا تقنعني أنه من رابع المستحيلات ان يقتنع شخص بالإسلام فهذا أعتبره تعصب أعمى.
منذ فجر التاريخ وجدنا بشرا يعبدون عجولا و أحجارا ...
و في أوربا الآن و في عصرنا الحالي أسمع عن جماعة تتعبد لرحم المرأة لانه معمل الإنسانية ..
لن تعدم بشرا يقتنعون بعقائد أسوأ ألف مرة من الإسلام على فرض سؤه.
و لو أجلست أحد الفتيات المسيحيات البسيطات مع شخص مثل عمر خالد أعتقد أن النتيجة لن تسرك ..
و يستطيع أي إنسان أن يجد ما سره في عقيدة ما .. أو حتى يجد من يسره من أصحاب نفس العقيدة.

الخلاصة أن :
1- إقتناع الفتيات بالإسلام هو أمر وارد و إن لم يكن مرجحا (بالنسبة لي .. ) فالأغلب أنهم أحببن شبابا و إن كنت أتقر للمعلومات .. على كل حال المسألة سيان بالنسبة لي مادامت الفتيات قد فعلن ذلك بكامل وعي و إرادة.
2- أنا لم أنكر وجود ظلم كبير للمسيحيين في مصر بل و حتى للشيعة و أقليات أخرى أقل عددا ... و لكني لم أسأل عن حال شعب بل عن واقعة محددة.
3- مرة أخرى أطلب منك معلومات محددة بدلا من كلام بلا دليل و كلام كتير عن ظلم الأقلية القبطية.

على فكرة يا استاذ "عبد المسيح" ليس لزاما عليك أن تدافع عن اي ممارسات يقوم بها أي مسيحيين في مصر و كأنك تتبع المقولة الإسلامية (( أنصر أخاك ظالما او مظلوما .. ))

أنا إعتقدت أن ما حركك هو أنك عرفت معلومات محددة اثارت نخوتك و غيرتك على كنيستك و ليس أنك مدفوع بكلام ليس له علاقة بالموضوع.

الخلاصة أنك تستطيع أن تكون مسيحيا أرثوذكسيا صميما متينا و مع ذلك تقول كلمة حق و تنتصر لحرية بنات هم مثل إخوتك في إختيار عقيدتهن و طريقة حياتهن الخاصة حتى و لو كنت معترضا عليها .. و ليس أن تؤولها بما يرضيك.

في البداية تظاهر المسيحيين بسبب جريدة صفراء قالت كلاما عبيطا و لم تفعلوا شيئا بسبب 21 إنسان مسيحي قتل في الكشح و برا كل الجناة او خففت احكامهم.

يعني إنتوا بتيجو في الهايفة و تتصدروا.
المسيحيين في مصر لديهم ألف مشكلة و مشكلة و مع ذلك يتظاهرون بسبب أتفه الأشياء ..

يا مرائي بدلا من أن تتظاهر لأن هناك فتاتان قررتا الإسلام تظاهر من أجل رفع ظلم حقيقي وقع عليك أو على مسيحيين آخرين أو على أي مصري ..
تظاهر من أجل بناء الكنائس ..
تظاهر من أجل إلغاء خانة الديانة ..
تظاهر من أجل ضحايا الكشح ..
تظاهر من أجل إلغاء بند أن مصر دولة إسلامية ..
تظاهر من أجل إيقاف المهزلة القانونية و الدستورية ضد المسيحيين ..

و يبقى كتر خيرك لو إتظاهرت من أجل الديموقراطية
أو إتظاهرت و قلت لا للتوريث و لا للتمديد ..
أو من أجل غلاء الأسعار حتى ..
أو قلت لا للخصخة .. إنت حر.


و لكن لا تقل لا لحرية إختيار العقيدة .... كن عاقلا و إعرف لماذا تغضب و كيف تثور.
كن منصفا و تمسك بالحق ..
كن منصفا مثل مسيحك يا عبد المسيح.

و تحياتي لك و لكل رباطية النصارى اللي في النادي.