الأخ العزيز إبراهيم
بالتأكيد أن الإيمان قد يستغني في الأحيان الكثيرة عن العقل والغيبيات لها منطقها الخاص الغير مُفصح عنه إن صح التعبير وقد كنت أحمل مثل هذا القول في توقيعي لنص قرأته للراهب هيبا
لهذا كانت مداخلتي للتنبيه على أن لغة العقل المحض لا يجب أن نضع إيمان الآخرين وغيبياتهم تحتها وبالأخص أننا في بعض أو أكثر القضايا نعطل العقل كي يستقيم الإيمان وقد ذكرني نقلك لقول أبو بكر عن المعراج ,,, ذكرني بحديث يقول أن الله في الثلث الأخير من الليل ينزل إلى السماء الدنيا ولكن عندما نسأل كيف ينزل وهل كانت السماء الدنيا خالية منه وهل يتحيز في مكان وينعدم في مكان وهل خلى منه العرش وهل السماء الدنيا تقله والثانية تظله فتكون الإجابة كلمتين (بدون كيف) أي أن الإيمان بمثل هذا الحديث يتوجب معه تعطيل العقل فلا تقل كيف ينزل وهل كان ذلك الموضع خاليا منه ثم ملئ وأصبح الآخر هو الخالي ولا تقل هل هو دائم الوجود في السماء الدنيا مادام أن ثلث الليل ينتهي في هذه المنطقة ويبدأ في تلك المنطقة ربما على مدار الــ24 ساعة وإنما أؤمن بذلك فقط بدون كيف وبدون أي سؤال عقلي لا يحاكي منطق الإيمان الغيبي
فكيف نحاسب الآخرين بالعقل في قضايا غيبية لا يحتملها العقل أو لا تحتمل هي العقل لا عندنا ولا عندهم
وكيف إن قال الإخوان المسيحيون مثل قولنا كأن يقولوا أن الأب والإبن والروح القدس واحد بدون كيف فهل لنا مأخذ عليهم وننهَ عن خلق ونأتي بمثله
أعتقد أن كل مؤمن يحتاج إلى منطق (بدون كيف)
إلا إن أراد وضع إيمان وغيبيات الآخرين تحت العقل فيجب أن يتحلى إيمانه كله بترجمة العقل كي ينتقد الآخر بالعقل ويبرر إيمانه هو نفسه بذات العقل دون أن يبرر شيء وينهى عن تبرير شيء آخر بكلمة (بدون كيف)