(11-07-2009, 11:17 AM)المهاجر الفلسطيني كتب:  عزيزي العلماني أن تعلم أو لا تعلم فهذا أمر خاص بك أنت فقط.
.
يكفينا أن الشعب الفلسطيني " مسلمين ومسيحيين" يعلم ومتأكد من وطنية وشرف حركة حماس، كما يعلم علم اليقين خيانة وانفلات الآخرين.

حماس ليست حركة طائفية محصورة حاقدة، وأنت تعلم أن هناك نواباً مسيحيين دعمتهم حماس وتحالفت مع رؤساء بلديات من جميع الطوائف.

كما انك تعلم أن كبار المسيحيين في غزة والقدس لديهم علاقات وطيدة مع قيادات حركة حماس" حتى أن الشيخ احمد ياسين رحمه الله كان يزور الأب "منويل مسلم" بشكل دوري ويتباحث معه بأخص خصوص الداخل الفلسطيني، وكذلك يفعل الآن رئيس الوزراء إسماعيل هنية.

أضف إلى ذلك، أن مسيحي غزة يشاركون حماس جنبا إلى جنب، في جميع الفعاليات الوطنية والجماهيرية وحتى العسكرية، ففي الحرب الأخيرة تم قصف منزل لعائلة مسيحية احتضنت عناصر من كتائب القسام، كما ارتقى شهيدا احد المسيحيين قاوم مع أبناء حماس.

لا تجعل مسيحيتك زميل علماني تتدخل في حكمك على حركة حماس، وابعد عن عينيك نظارتك الطائفية السوداء لترى الواقع بشكل أوضح.

"مهاجر" يا سندي،
لو أجمع الجن والإنس وجميع الشعب الفلسطيني على أن "حماس وطنية" فهذا لا يجعلها كذلك، طالما بقيت "حماس" على الصعيد الأيديولوجي التنظيري ما هي عليه اليوم؛ حركة فئوية طائفية ليس "الوطن" عندها إلا "وسيلة" تتخذه معبراً لنكاح الحور العين، والغلمان المخلدين، وفرض شرعة إله المسلمين، في فلسطين والهند والصين، وبعدهما آسوج وناروج وأمريكا والأرجنتين.

"حماس" يا سندي ليست وطنية ولا تستطيع أن تكون لما قلته لك أعلاه ولما قالته "هاله" وأشار إليه "طريف سردست" وألمح إليه آخرون، ولا تستطيع علاقة "منويل مسلم" بأحمد ياسين أو "أبو العبد"، ولا تستطيع آراء جميع الشعب الفلسطيني أن تعطي صكاً وطنياً لحركة "دستورها وشعارها وأهدافها ونهجها" لا علاقة لهم لا بالوطن ولا بالوطنية ولا بالوطنيين.
لا يستطيع أحد أن يرفع "النازية" عن "هتلر" ولا يكابر أحد على "شيوعية" "فلاديمير إيليتش" ولا رأسمالية "ونستون تشرتشل"، لذلك فليس هناك عاقلاً واحداً يعرف الكاع من الباع ويميز بين الكوع والبوع يستطيع أن يفرض بأن حركة إخونجية مثل "حماس" هي حركة "وطنية". "فالوطنية" يا سندي هي أن يكون "وطنك" أمام كل شيء وليس "جسراً أو معبراً أو بروكسي" لرفع الآذان في ساحة "الكونكورد" و"بيكاديلي سكوير" ولا منفذاً تنفذ منه إلى "جنات تجري من تحتها الأنهار".

طبعاً، "ليس ربك بظلام للعبيد"، فحماس تستطيع أن تكون "وطنية" عندما تعانق تراب فلسطين وتكحل أعينها به وترفع شعار "الموت في سبيل فلسطين من أجل حياة وحرية وعزة وكرامة الشعب الفلسطيني". تستطيع أن تكون "وطنية" عندما تقول "لأبي عيسى": "معليش يا الله، أنت كبير وعظيم وقدير ولك الأرض وما عليها ولن يزيد جهادنا في ملكك مقدار خردلة، لذلك ما رأيك أن ترتاح قليلاً وتجلس في ركن ركين مع أحلى زجاجة "كوكا كولا" (إذا ما بتحب "الويسكي") وتتركنا نحمل وطننا وحياة شعبنا على أكفنا ونجاهد في سبيل "وطننا" كهدف أسمى لا نقدم عليه شيئاً؛ لا حورية عيناء، ولا غلام مخلد ولا نهر من العسل واللبن، إلى أن تكون حياة تسر الصديق أو مماتاً يغيظ العدى (بلغة "عبدالرحيم محمود").

"حماس" إذاً تستطيع أن تكون "وطنية" لو اتبعت ما قلناه أعلاه، أما قبل هذا فهي لا تستطيع أن تكون إلا "خائنة للوطن" للأسف، لأن "الوطن" مثل الزواج الكاثوليكي لا يحتمل المشاركة؛ فإما أن تخلص له "ويعلو ولا يعلى عليه" وإما أن تخونه لأنك تقدم عليه "حباً آخر" إذ "لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار" (كما قال نزار قباني رضي الله عنه وأرضاه).

أفهم حقاً بأن بعض المغرر بهم من أبناء شعبنا قد يستثقلون هذا الكلام الحاد، ولكن ماذا نفعل أمام حقائق لا تقبل القسمة ولا المقايضة؟ فالوطنية ليست أن تحمل "بارودة وخرطوش وجربندية" وتطخطخ على العدو، فهذا هو "الفصل الثاني" من "كتاب الوطنية" الذي يقضي فصله الأول أن يكون "الوطن" بما يعني من انتماء للتراب هو الهدف الذي لا يعلوه هدف، وهو الإله الذي نضحي بجميع القرابين على مذبحه. أما عندما يخرج فصيل يدعي الوطنية (شأن "حماس") فيشق الوطن إلى أوطان، ويقدم فيه فئة ويؤخر أخرى بسيف الطائفية والدين والمذهب، ثم يعمد إلى الفئة التي يقدمها فيقدم الذكور ويؤخر الإناث، ثم يكون شغله الشاغل "خصلة شعر لله مرمية" ومقاومة "نهد أرعن" وإغلاق دور السينما ومحاربة كل جميل في حياتنا، أقول: عندما يحدث هذا فهذا الفصيل بعيد جداً عن "الوطنية والوطن والوطنيين" كما أسلفنا، ومشكلتنا معه لا يحلها "منويل مسلم" ولا "هيلاريون كبوشي" ولا التمسح بالعلاقة الطيبة مع الأقليات الدينية المغلوب على أمرها وبعض رموز هذه الأقليات.

واسلم لي
العلماني