يا سيد إبراهيم لا تحول النقاش إلى مماحكات كتلك في صفحة الأديان أعلاه.
لماذا تقتطع النص من سياقه، و تحيد عن المعنى؟
ذكرت لك أن البعض يرفض الحوار اللاهوتي ويرى أن لا فائدة من الحوار العقدي إن كان الهدف هو الوصول لاتفاق عقدي، فالعقيدة ليست مسألة مساومة، أما إن كنت ستتحدث عن تقريب وجهات النظر والتفهم الأفضل للآخر فلا أحد يرفض ذلك.
الكنيسة الكاثوليكية تتحدث عن أربعة أنواع للحوار
1- حوار الحياة. 2- حوار العمل المشترك. 3- حوار اللاهوتيين المختصين. 4- تبادل الخبرات الروحية.
ولم أجد أحداً يدعي أنه يسعى لإقناع الأخر بأفكاره، وإنما السعي من خلال الحوار لتفاهم أفضل والعمل المشترك لخير الإنسانية.
أما مفهومك للحوار وهو أن أسمعك للآخر وأقبلك على ما أنت عليه، فهو حق لك سواء من خلال الحوار أو بدون حوار.
لا أحد من اللاهوتيين يتجرأ على القول أننا نتفاوض للوصول إلى حلول وسط. وعندما قلت أن المتحاورين يعرفون بعضهم البعض قصدت أنهم يعرفون عقائد الآخر ولا يتوقعون منه أكثر مما يمكن أن يقدم. ولا أعتقد أن أحداً يدخل في حوار مع طرفه لا يعرف أفكاره ومعتقداته.

الأمر الآخر:
تتحدث عن الحوار وتقارن بين الإسلام وأوربا، نحن نتكلم عن حوار الأديان، فالحوار هو بين الإسلام والمسيحية وليس بين الإسلام وأوربا. فلا داعي للماهاة بين أوربا والكنيسة فكل ما حققته أوربا في شأن الحريات والحقوق إنما كان رد فعل ورفض لسلطة الكنيسة وأفكارها التي سيطرت لقرون طويلة.
هل تقاليد الحوار هي تقاليد مسيحية؟
من أين تعلمت الكنيسة الحوار مع الآخر، ومتى مارست؟ من حوار المسيح مع الآخرين ومناقشته لهم؟
مرقس 11
15 وَوَصَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَدَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ وَأَخَذَ يَطْرُدُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ والَّذِينَ كَانُوا يَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ الْحَمَامِ.
16 وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَمُرُّ عَبْرَ الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَحْمِلُ مَتَاعاً.
على الأقل القرآن حافل بالنقاشات العقدية مع اليهود والنصارى والمشركين والدهريين. وكانت النقاشات أمراً واقعاً في المجتمع، وهناك تقبل للاختلاف، وإلا ما كان ليتجرأ يوحنا الدمشقي وثيودور أبو قرة وغيرهم لانتقاد الإسلام بكل تلك الجرأة.

النقطة الأخرى حول فهم للحوار بأن تعرض الإنجيل على الآخرين:
ما فائدة الحوار إن كان كل معناه بالنسبة لك أن تعرض علي إنجيلك، وأنا أعرض عليك القرآن، وبالطبع هما مختلفان، ويصلان حد التناقض أحياناً، فهل ذلك يعني أننا لا يمكن أن نلتقي؟
أرجو أن تراجع مفهوم الحوار في الوثائق الكاثوليكية وإن كنت تريد بعض أسماء تلك الوثائق البابوية فأنا على استعداد لتزويدك بها، وهي نتيجة خبرة عملية طويلة وتفكير لاهوتي جاد.
نقطة أخيرة: أظن أن الحوار يهدف للتعرف على نقاط الاشتراك وفرص اللقاء، أما إن كان الهدف هو تلقط الهفوات وما تراه غير مناسب فهناك في ساحة الأديان متمرسون في ذلك. هو في النهاية رسالة ماجستير، أي عمل طالب، نأخذ أحسن ما فيه وننبه على سلبياته ليتعلم هو أو غيره. وهو كتاب وضعت رابطه ولا أتحمل مسؤولية جميع ما فيه، وإلا فأنت – مشكوراً- أكثر من أضاف كتباً لهذه الساحة، فهل تتحمل مسؤولية كل ما جاء فيها؟


المروءة والشهامة:
صحيح التأسيس للنصرانية والإسلام كان مختلفاً
المسيحية كانت دين سلام ومحبة عندما كانت مستضعفة ومضطهدة ولكن ما أن استلمت السلطة في القرن الرابع الميلادي حتى ظهرت لها مخالب وأنياب، وأذاقت البشرية ويلات لم يعرف التاريخ لها مثالاً، بل يعتبر استلام البابا غريغوري الأول أو العظيم بداية عصور الظلام في أوربا، ولم تخرج أوربا من تلك المرحلة إلا بعد صراع مرير مع الكنيسة استطاعت فيها أوربا أن تخلع لها أنيابها ومخالبها فعادت دين محبة وحوار مرة أخرى. ولو عادت للكنيسة السلطة أو القوة التي كانت لها في العصور الوسطى الأوربية لعادت أسوأ مما كانت.