هو: كيف الحال؟
أنا: لم أكن بأفضل حال يوما
هو: كيف هي المراهقة يا صاحبي؟
أنا: لا أحلى، ولا أمر في آن واحد
هو: كيف؟
أنا: لا أحلى منها هذه الساعات الطوال أقضيها لا أفعل شيئا سوى رسم صورة الحبيبة، لا بل، رؤية إشراقتها في كل شيء، في الشمس، في القمر، حتى حين أناظر المرآة أحيانا، تظهر أمامي لأنسى كل شيء آخر، أتخدّر، أنعس، وأنام مفتوح العينين لأحلم وأحلم وأحلم ... ما أجمل الحلم يا صديقي!
هو: إذن، أين هي المرارة؟؟؟
أنا: لم تتركني أكمل كلامي ... ما أجمل الحلم يا صديقي، لكن، أمن سبيل للأحلام لتضحي واقعا؟ لستُ أدري، فكل أحلامي مع النساء استحالت سرابا لا أكثر، فلم تكون هذه مختلفة عن البقية؟؟؟ ... أحس بمرارة العلقم في فمي كلما تخيلت أنها لن تكون لي يوما، كلما فكرتُ أن الأيام ستسوق لي قدرا آخر .... بصراحة، تعبت من انتظار الأقدار ترسم لي طريقا آخر كلما لاحت في الأفق ملامح طريق جديد، تعبتُ من الصبر، تعبتُ من الرضا بما تسوقه لي الأقدار ....
هو: إذا لمَ لم تُبادر حتى هذه اللحظة؟ كلمها ...
أنا: سأفعل ...

تقتادُني أرجلي إلى ذلك المكان البعيد، تختفي كل الأصوات من حولي، أم لعله صوت الشوق أعلى وأوضح من تلك الأصوات، تتلبدُ السماءُ بلون رمادي هادئ، وتلقى الغيوم ببعض أحمالها على المارة في الشارع ... ألاحظ ابتلال الأرض من حولي وتحتي، أحسُّ ببرودة المطر، أو ما أرجو أن يكون ...

تضربني النغصة المعتادة، ويدي ترتجف ممسكة الهاتف!!!! ... ولأجل المصادفة، ومما أراحني فعلا تلك اللحظة .... نسيتُ رقمها ... ما أجمل نعمة النسيان أحيانا ...

أعود لأستلقي على أريكتي، أحضن وسادتي، ألتحف البرد، وأحلم ... مرة أخرى ...

تصبحون على خير ...