(12-02-2009, 07:21 PM)بوعائشة كتب:  المفروض أن يجري استفتاء في دولة من الدول العربية على منارات الكنائس وارتفاع صلبانها، وسيصوت برفض بنائها وهدمها، وهذا ما يجب أن يحدث، ثم يقوم الأزهر باستنكار مثل هذا الاستفتاء ويصمت، وتقوم جامعة الدول العربية بالتنديد وتلوذ هي الأخرى بالصمت، لنستكمل بعدها فصول مسرحية حرب صليبية أخرى لم تتوقف قط على مر الزمان، لكنها أصبحت ظاهرة بعد أن كانت مستترة، بشعارات فارغة، من عينة حقوق الانسان، والمساواة والديمقراطية، وغيرها من المصطلحات الفارغة.

الزميل بوعائشة
صحيح ايها الزميل ان ٥٧ بالمائة من السويسريين صوتوا ضد بناء المآذن و لكن تذكر ايضا ان هناك ٤٣ بالمائة مع بنائها اي ان النسبة تقترب من النصف. هذا و لو احسن المسلمون في سويسرا في قيادة معركة التصويت احسن من ذلك لانقلبت النتائج لصالح بناء المآذن بكل تأكيد. و تذكر ايضا ان نتائج هذا التصويت جاء انعكاسا لمخاوف المجتمع السويسري من ثقافة غريبة تهدد على الاقل الوجه الحضاري للبلد، و الغرابة في هذه الثقافة هو ما عكسها المسلمين انفسهم سواء في نظرتهم للمرأة او لاي شخص يخالفهم الراي او لنظرتهم لاسلوب حياتهم مع الاخرين. فالسويسري او الغربي يفهم الاسلام بحسب تصرف اهله، و هذه نقطة جيدة لصالح المسلمين و ليست سيئة. اذ انه لو درس الاسلام من نبعه الصافي اي القران و الاحاديث و كتب التراث لوجد العجب العجاب. فالكثير من تشريعاته تتعارض مع ابسط حق من حقوق الانسان. و لو ان حزبا اوروبيا واحدا تبنى مبدأ واحد من مبادئ التشريعات الاسلامية لكان ذلك كفيلا بمنع هذا الحزب من العمل السياسي باعتبار ان مبادئه ستكون معادية للدستور.

بالنسبة للاستفتاء على بناء الكنائس، فبعد ان عقد العزم امير قطر مثلا على بناء كنيسة ليجمل وجه قطر الحضاري امام العالم باعتبارها دولة تقبل الاخر، تم طرح الموضوع في احدى نوادي الانترنت القطرية للتصويت. بالطبع طرح موضوع التصويت على سبيل استمزاج الشعب القطري فنتيجته لا تعني شيئا بالنسبة لجهة القرار، المهم قد جائت النتيجة بنسبة ٩٧ بالمائة ضد. و الانكى من هذه النتيجة هو سببها، اذ اجمع هؤلاء ان وجود كنيسة في قطر يجرح مشاعر الشعب القطري، و الحقيقة حاولت ان افهم معنى وجود مكان عبادة لشخص يجرح شعور شخص اخر له معتقد اخر لم افلح. ليس هذا فحسب، اصبحت شعوب الخليج كلها تعيير الشعب القطري بسبب السماح ببناء كنيسة غير مسموح رفع الصليب عليها.
اما قصة الازهر و المرجعات الدينية الاخرى فلها شأن اخر. اذ ان تلك المؤسسات العريقة لم تكفر من يقوم بخطف الناس و ذبحها على ايدي رجال القاعدة، و لم تصدر بيان صحفي واحد عن قتل و تهجير مسيحيين العراق و لم تعلق بحوار واحد عن ظلم الاقباط في مصر، فهل تنتظر منها ان تستنكر منع بناء كنائس او هدمها كما تطالب انت؟؟