الزميلة العزيزة نسمة عطرة

لا اعرف ان كنت نقلت هذا المقال على سبيل الاستنكار ام التأييد فيما يخص الازعاج الناتج عن رفع الاذان؛ و لكن اقول لك و بكل صدق و دون انكار حق المسلمين بممارسة شعائرهم بأن هذه اصبحت مشكلة بالفعل. فمثلا بعيدا ستة عشر كيلو مترا شمالا لمدينة القدس حيث لا يسكن مدينة رام الله لا مستوطنون و لا بيبي ولا غيره يتم برنامج الازعاج الناتج عن زعيق ما يربو عن عشرين مأذنة مسجدا في مدينتي رام الله و البيرة يوميا من قبل شروق الشمس لمغربها. و على ما يبدو ان التلوث السمعي الناتج من هذه المآذن لا يكفي فيتم تعزيزه بالنقل المباشر عبر راديو الاثير و التلفزيون.

و رام الله لمن لا يعرفها؛ بعكس حجمها السياسي صغيرة المساحة؛ يمكن قطع التلال التي تقع عليها من اقصى نقطة لها بالشرق الى اقصى نقطة نقطة بالغرب سيرا على الاقدام في مدة لا تزيد عن الساعة. لم يكن يوجد في مدينة رام الله قبل دخول السلطة اليها حاملة معها الاف الموظفين من كل حدب و صوب سوي جامعين او ثلاثة على الاكثر؛ و كان صوت اذانها مقبول نسبيا. ولكن مع تقاطر الموظفين و الباحثين عن عمل من كل مدن و قرى الضفة وحدانا و زرافات و مع انتشار فيروس المد الاسلامي الذي لم يستثني بلدا بالعالم العربي انصب هم المواطنين الجدد برام الله على كيفية اعلاء كلمة الاسلام برام الله و لو بالصوت. فاخذت الجوامع بالتفريخ؛ و اخذت مآذنها تزداد طولا؛ و تم اقتناء اضخم مكبرات الصوت و تم انشاء ما يعرف بشبكة الازعاج الموحد او الاذان الموحد؛ فعند ساعة الزعيق و لا سيما في ساعات الفجر الاولى يخيل اليك ان الارض زلزلت زلزالها. فيستفيق العامة و تضطرب الرضع و ترتجف المرضى و ان استمر الحال على هذا الحال لا بد من انتشار سندروم عصبي يؤثر بصحة العامة. هذا و احد لا يملك المعارضة لئلا يتهم بالكفر بالله و اليوم الاخر.