اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات السعودية باستخدام القنابل الفسفورية وقصف المدنيين والأطفال والنساء، وطالبت المنظمة بفتح تحقيق في مقتل مدنيين في غارة جوية قام بها الطيران السعودي في محافظة صعدة...وقالت المنظمة أن القوات الجوية السعودية قامت بهجوم "فيما يبدوا متعمداً"وأسقطت ثلاث قنابل على منزل عائلة في منطقة (مذاب) مما سبب في قتل ثلاثة أطفال وأربع نساء واصابة مالا يقل عن تسعة مدنيين آخرين .
وقال " مالكوم سمارت" مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا : " يبدوا أن منزل عائلة (عامر) تم استهدافهم عمداً من قبل القوات الجوية السعودية لأنها قصفت المنزل ثلاث مرات في تتابع سريع ".

وأكد سمارت : " عدم وجود أي معلومات تشير إلى أن المسلحين الحوثيين كانوا متواجدين داخل المنزل أو جواره" ، وأضاف : " نحن نشعر بقلق بالغ من أن المدنيين يتعرضون للهجوم المباشر". كما كشف سمارت أن منظمته طالبت الحكومة السعودية بالتحقيق في الجريمة وقال " لقد طالبنا الحكومة السعودية بتوضيح ماهي الخطوات التي تتخذها للتحقيق في هذه الحادثة بشكل خاص ، وأيضا بشكل عام لضمان سلامة وحماية المدنيين المحاصرين في مناطقع النزاع على طول الحدود "، في اشارة للجرائم الحرب - الموثقة - التي ارتكبتها القوات السعودية خلال عدوانها على اليمن .

وعلى نفس الصعيد اعربت المنظمة عن قلقها بشأن تطورات الاوضاع في صعدة واعتبرت ان القوات السعودية اصبحت طرف قتال ضد الحوثيين في شمال اليمن، وفي ظل الانباء عن استخدام القوات السعودية قنابل فوسفورية في مناطق مأهولة بالمدنيين، اعلنت انها ارسلت الى وزير الدفاع السعودي تستفسر عن حقيقة ذلك كما نوهت الى مشكلة انسانية وشيكة بسبب نزوح مئات الاسر هربا من القتال.
وقالت مسؤولة الحملات ببرنامج الشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية دينا المأمون في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: "لم نتلق ردا الى الان رغم ان خطابنا الى السلطات السعودية كان اقرب الى الاستفسار"، مشيرا الى ان القنابل الفسفورية القابلة للاشتعال الشديد بكل انواعها محرمة استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان او المناطق القريبة منها، لان شدة الاشتعال تشكل خطرا على المدنيين. واضافت المأمون: "اذا كان هنالك اشخاص معتقلين او جرحى او قتلى لا تستطيع المنظمة من القيام بزيارات ميدانية للوقوف بصورة واضحة على الانتهاكات الواقعة، ما يؤكد ضرورة توفير فرصة للمراقبين لتحري الحقيقة".

وتشكو منظمة العفو الدولية من التعتيم الواسع النطاق الذي تفرضه الحكومة اليمنية على الحرب في صعدة ما يصعب الحصول على معلومات مستقلة عنها، كما انه يزيد من القلق على مصير المدنيين في الحرب.