الزملاء الاعزاء

كثير منا يشعر بالسخط تجاه الله سبحانه وتعالى ويحمل الله بسوء العواقب ويلومه على ذلك ولا يحمده على باقى النعم وابسطها ما فى داخل نفسه من معجزات، فمثلا لو اصاب 100 شخص فشل كلوى بسبب سوء تصرفنا بتلويث مياه الشرب ورغم وجود 100 ألف سليم معافى نجدنا نلوم الله ونسخط عليه ونصفه بأنه غير عادل رغم اننا فى حياتنا لا نستطيع ان ننجز اعمالنا على اكمل وجه بل لا بد من نقص فى عملنا .. إننى اعتبر السخط على الله رغم مساؤه هو نوع من الايمان بالله وبقدرته وان هذا الساخط هو ينتظر من الله الافضل ناسيا انه فى ظل طلبه للافضل هو يتجاهل المطلوب منه هو شخصيا الى حد ما ... فهل السيول كان ممكن تجنب اضراراها وعمل مصدات سيول ام انها مثل النيزك يهبط من السماء فى غمضة عين.

كثير منا لم يفهم معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومعناه ان لو فى يد احدنا شجرة والقيامة تقوم فليغرس هذه الشجرة ويزرعها ولم نسأل انفسنا يزرعها لمن ولماذا، وهذا موضوع اخر... ولكن فى معظم الاحوال هلاك وعذاب البشر هو مرده الى تقصير او اهمال او تعمد البشر.. فنحن فى سخطنا على الله نطلب منه ان يصلح ايضا البشر ويصلح ما يخطئ فيه البشر ويعيد صياغة الحياة بصورة لا تضرنا وإلا لماذا خلقنا ؟

اجد اننا لو نظرنا الى الحياة بصورة اجمالية وليست فردية نجد اننا حتى نظل على قيد الحياة فإننا نزهق حياة مخلوقات كثيرة من طيور وحيوانات واسماك ونفعلها ولا نبالى .. إن دخول احدنا للاستحمام هو يهلك ملايين البكتريا التى لا نراها.. وحتى لو رأيناها فلن نبالى بل سنصر على ازالتها.. لماذا هذا المنطق ... لأننا نعتبر انفسنا نحن المميزون فى الارض وخلفاء الله فى الارض ولكن نريد ان نكون خلفاء وفقا لهوانا نحن وكما نريد نحن واى شئ خلاف هذا هو تقصير من الله وظلم من الله.

انها نظرة انانية شديدة الذاتية اننا مخلوقات مثل باقى المخلوقات حتى صفات الحسن والقبح ايضا مخلوقات ولابد للجميع ان يجد ما يقتات عليه حتى تقوم الساعة سواء شئنا أم أبينا ولن يفرق وجهة نظرى فى ان الله عادل او غير عادل فى ان اموت كما كتب الله لى