الزملاء الاعزاء

ان غرابة و قوة الاسلام تكمن في قدرته العجيبة على استلاب الذات كما وصف يوما المفكر نبيل فياض. فترى المرأة المسلمة مثلا تدافع بكل ما اوتيت من قوة عن عظمة الفكر الاسلامي في تكريم المرأة و كيف رفعها الى مستوى الكلب في تعكيرها صفوة صلاة رجل. و كيف اعزها بمساواتها بربع رجل عند الزواج و نصف عند الشهادة بالمحكمة، لا بل تفاخر بتعاليم الاسلام العظيمة التي اجازت للرجل ضربها مخافة نشوزها، و آمنت بتعاليمه السامية بعدما علمت انها حطب لنار جهنم بعد ن عرفها الاسلام بطبيعتها الناقصة عقل و دين.

و هذا التأثير السلبي للاسلام على العقول لا يطال المرأة فحسب و لكن الرجال ايضا، لا بل الكثير من المثقفين منهم الذين يحملون ارقى الدراجات العلمية من ارقى جامعات العالم في العديد من التخصصات العلمية و الانسانية. فلو قلنا لاحد منهم لنرجع الى نبع الاسلام الصافي و المتمثل بالقرآن و الحديث و السنة لنحكم على تسامح الاسلام تجاه الاخر كما تطالب تلك الطبقة الاسلامية المثقفة معاملتها باوروبا لاخترعوا مئات التعاليل وفلسفوا تلك التعاليم ليخرجوا بنتيجة مفادها ان الاسلام قمة في التسامح و ضمان الحريات الشخصية. فلن نستطيع اقناعهم ان منع بناء الكنائس و دور العبادة لغير المسلمين في بعض ما يطلق عليه دار الاسلام جاء بامر نبوي الذي لا ينطق عن الهوى. و لن نقنعهم بسوء فعلة خليفتهم عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق او العادل، عندما حاصر القدس سنتين و بعدما يأس بطرييركها من انقاذ المدينة طلب تسليمها شخصيا للفاروق فتكرم الاخير على المسيحيين بعد احتلال المدينة بالسماح لهم بالاحتفاظ بكنائسهم. و لو دخل المدينة عنوة لهدم دور العبادة فيها عن بكرة ابيها طبقا للفقه الذي يقول اي مدينة لا تسلم و تحتل عنوة تهدم كنائسها.

في العصر الحديث لم تستوقف مقولة المسلمين بان وجود كنيسة و عليها صليب في بلادهم و ليس بالسعودية و حسب يجرح مشاعرهم الدينية احدا من علماء الاجتماع او الساسة او المفكرين. فكأنما منطقية تلك الجملة مفروغ منه او كأنما تلك الجملة ليس لها علاقة بالتسامح و عليه هم محقون بوضع الشروط التعجيزية لبناء و ترميم الكنائس و في بعض الاحيان منعها و ذلك لئلا تجرح مشاعرهم الدينية المرهفة.
و الان اتسائل اي تعاليم شيطانية تلك الذي تستطيع ان تسلب الانسان عاقلته؟؟