أيها الجاثي على ركبته:
أولاً بخصوص المعرف: عندما سجلت لم يكن هناك أحد يستخدم هذا الاسم، وعرفت أن هناك شخص آخر من سؤال إبراهيم أيضاً إن كنت الشخص ذاته، وعلى العموم هو معرف وأنا حر في إختيار المعرف الذي أشاء.
ومع ذلك فإن كان في هذا المعرف إساءة إلى الزملاء المسيحيين فسأطلب من الإدارة تغييره.

ثانياً: لا أظن أن إبراهيم بحاجة لك لتدافع عنه وتحذره، وملاحظتي على أسلوبه خاصة له ونابعة من ملاحظتي لحرصه على تطوير ذاته.

ثالثاً: متأكد من أنك قرأت موضوعه الآخر حول الحوار الإسلامي المسيحي، ولو أنك عقلت منه شيئاً لتغير أسلوبك، فهو يتهم الإسلام بأنه يستخدم أسلوب التحدي، وهذا ما تقوم به حضرتك والكثير غيرك من الزملاء المسيحيين.

رابعاً: تجربة إبراهيم وقدراته الأكاديمية هو أدرى بها وليس له الحق بالكلام نيابة عنه
((هنا سؤال خاص لإبراهيم -بما أن الحديث ذو شجون- هل تظن ان التجربة الروحانية أو الصوفية هي ملك لصاحبها فقط، أم يمكن مثلاً لعلماء التحليل النفسي أو اللاهوت مناقشتها؟ هذا موضوع شيق بالنسبة لي وأظنه هام بالنسبة لك، وإن أحببت أن نتكم فيه فيسعدني ذلك، ولكن أرجو أن تفتحه في قسم "قرأت لك"))
رابعاً: قلت: المسيحية كانت مفهومة كما أسسها المسيح منذ القرن الأول؟ ماذا تقصد بذلك؟ كيف كانت مفهومة؟ هل كانت عقائد التثليث، والطبيعتين مفهومة منذ القرن الأول؟ وعلى ذلك ما الفائدة من المجامع الكنسية؟

خامساً: بخصوص مناهج تأويل الكتاب المقدس المعاصرة التي لم تعجبك. هل تظن أن فهم المسيحية في العصور الوسطى هو ذاته فهم المسيحية في القرون الأولى أو في القرن العشرين؟
حركة الإصلاح البروتستانتي أرادت أن تنقذ الكنيسة بعد أن بدأت الثورة العلمية والصناعية ونشأت المناهج الوضعية والمادية، ومناهج النقد التاريخي التي كادت أن تجرف المسيحية، لولا علماء اللاهوت الذين عملوا على تقديم رؤية لاهوتية معاصرة تقوم على إعادة الكنيسة إلى إطارها الديني فقط والتأكيد على جانب التجربة الشخصية في قضية الإيمان، وأنا أشرت إلى القرن الثامن عشر لأن علماء اللاهوت يعتبرون Schleiermacher 1768-1834 أبو التأويل اللاهوتي المعاصر.

سادساً: بخصوص مناقشة ما أورده إبراهيم: إبراهيم يتكلم بأفكار شخصية خاصة به ويعمل على التعميم بشكل غير قابل للنقاش، -من جانبي على الأقل، وربما غيري أقدر- فهو يتكلم عن الرقي في المسيحية، وعلى ذلك أنا سألته عن أي مسيحية يتحدث؟ مسيحيته هو أم مسيحية الزميل أيمن بهجت؟
لا تقل لي رجاءاً مسيحية السيد المسيح، فهذا أمر نتفق عليه، ولكن من يمثلها؟ ولذا قلت له هناك مسيحي راق ومسيحي متخلف همجي، وأنا يشرفني أن أتناقش مع إبراهيم لأني أرى فيه رقياً في الأسلوب والنقاش -ممكن من جذوره المسلمة أو من إحتكاكه بالغرب-
وبهذه المناسبة بحكم معاشرتك للغربيين يا إبراهيم هل ترى أن الرقي الغربي يرتبط بالدين؟ أي هل المسيحي الغربي راق، والملحد الغربي غير راق؟ وهل تشعر في قرية من قرى الصعيد أن الشخص المسيحي راق والشخص المسلم غير راق؟
وهذه النقطة الأخرى في العنوان، ما قصدك بكلمة راق؟ وما هو منبع هذا الرقي وفيما يتجلى؟ وما هو إرتباطه بالدين؟ وهل من الصعب الحديث عن رقي مسيحي دون أن تقارنه بالتخلف الإسلامي؟ أي هل هو راق بالنسبة للإسلام، وممكن أن يكون متخلف بالنسبة للبوذية مثلاً؟



نصيحة أخيرة "خبيثة" لك أخي إبراهيم، أنت لك فضل كبير عليّ، وإن كنت لا تعلم ذلك، وذلك في باب "قرأت لك" وكنت قرأت أنك تحضر لامتحان GRE وهذا إمتحان الدكتوراة للجامعات الأمريكية، وأتمنى لك التوفيق، لا تغتر بكثرة المديح والمطبلين، ويمكنك أن ترى أن من يتبع عمرو خالد أكثر ممن يتبعون الطيب التيزيني، ولكن ذلك لا يغير من أمر أن التيزيني باحث أكاديمي مقتدر ولو اختلفنا معه، وعمرو خالد واعظ متكلم، عندما تريد أن تنشر تخيل أنك تقدم هذا البحث لاستاذ قدير وتكن له الإحترام في الجامعة، وانظر بعين الناقد لبحثك، وأتمنى لك التوفيق.

إستطراد أخير: عزيزي إبراهيم بمناسبة التيزيني -وأتذكر أنك قلت أنك تقرأ له- في التسعينيات حدثت مناظرة بينه وبين الدكتور البوطي ربما على التلفزيون السوري أو في جامعة دمشق، سأحاول أن أجدها لك.